fbpx

تاريخ الإسلام والمسلمين في سويسرا

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الثلاثاء 27 ربيع الأول 1443 الموافق لـ 2 نوفمبر 2021
  • 0
  • 1210 مشاهدة
Les plus belles bibliothèques de Suisse

تقع سويسرا في وسط أوروبا، تقدر مساحتها بـ 42 ألف كلم2. ويبلغ عدد سكانها 8.6 مليون نسمة بحسب إحصائيات 2019، من بينها حوالي 15% أجانب. تنقسم سويسرا إلى أربع مناطق مقسمة حسب اللغات الرسميّة للبلد وإلى 26 كانتون (مقاطعة) حسب التقسيم الإداري : ( المنطقة الناطقة بالألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانية)، ويتوزع الناطقون بهذه اللغات كالتالي: – الألمانية 62% – الفرنسة 23% – الإيطالية 8% – الرومانية 0.5% – لغات أخرى 23%). أما توزيع الأديان فهو كالتالي: المسيحيون الكاثوليك 34% – بدون ديانة 29% – المسيحيون البروتستانت 23% – انتماءات مسيحية اخرى 5.7% – المسلمون 5.5% – الهندوس 0.6% – البوذيون 0.5% – اليهود 0.2% – ديانات أخرى 0.2% – عقائد اخرى 0.8%، وبهذا العدد يمثل المسلمون الديانة الثانية بعد المسيحية.

 

العرب أو Sarrasins، البحث في أصل هذه الكلمة

جاء في بعض المراجع التاريخية أن المسلمين خلال القرن العاشر للميلاد دخلوا سويسرا من جهة إيطاليا عن طريق جبل السملون Simplon أو جبل Grand-Saint-Bernard أو من كليهما، وكان العرب المسلمون في الثقافة اليونانية القديمة وفي سويسرا وأوروبا عموما يعرفون بكلمة « Sarrasins »، فماذا تعني هذه الكلمة وماهي أصولها؟

استعمل اليونان كلمة  (Saraceni)واستعملها اللاتين على هذه الصورة (Saracenus) وذلك في معنى (العرب) واطلقوها على قبائل عربية كانت تقيم في بادية الشام وفي طور سيناء وفي الصحراء المتصلة بأدوم، وقد توسّع مدلولها بعد الميلاد، ولا سيما في القرن الرابع والخامس والسادس، فأُطلقت على العرب عامة، حتى أن كتبة الكنيسة ومؤرخي هذا العصر قلما استعملوا كلمة (عرب) في كتبهم، مستعيضين عنها بكلمة (Saraceni). وأقدم من ذكرها هو (Pedanius Dioscorides of Anazarbos)[1] الذي عاش في القرن الأول للميلاد. وشاع استعمالها في القرون الوُسطى حيث أطلقها النصارى على جميع العرب، وأحيانا على جميع المسلمين، ونجد الناس يستعملونها في الإنجليزية والفرنسية في موضع (عرب) ومسلمين حتى اليوم.

وقد أطلق بعض المؤرخين من أمثال (Eusebius)[2] و(Hieronymus)[3] هذه اللفظة على (الإشماعليين)[4] الذين كانوا يعيشون في البراري، وقد عُرفت أيضا بـ(الهاجريين)[5] (Hagerene) ثم دعيت بـ(Saracenes).

ولم يتحدث أحد من الكَتَبة اليونان والرومان والسريان عن أصل اللفظة، ولم يلتفت العلماء على البحث في أصل التسمية إلا بعد النهضة العلمية الأخيرة، ولذلك اختلفت آراؤهم في التعليل، فزعم بعضهم أنه مركّب من (سارة) زوج إبراهيم، ولفظ آخر ربما هو (قين)، فيكون المعنى (عبيد سارة). وقال آخرون إنه مشتق من (سرق) فيكون المراد من كلمة (Saraceni) (سراقين) أو (السارقين)، إشارة إلى غزوهم وكثرة سطوهم، أو من (Saraka) بمعنى (Sherk) أي (شرق)، ويُراد بذلك الأرض التي تقع شرق النبط، ويرى آخرون أنه تصحيف (شرقيين)، أو (شارق) على نحو ما يُفهم من كلمة (قدموني) (Qadmoni) في التوراة بمعنى شرقي، أو أبناء الشرق (Bene Kedem). وكانت تُطلق خاصة على القبائل التي رجّع العبرانيون نسبها إلى (قطورة).

وقد مال إلى هذا الرأي الأخير أكثر من بحث في هذه التسمية من المستشرقين فعندهم أن (سرسين) أو (سركين) أو (Sarakenoi) من (الشرق)، وأن (Bene Kedem) و(Qadmoni) العبرانيتين هما ترجمتان للفظة (Saraceni) ولهذا يرجحون هذا الرأي ويأخذون به (جواد علي، “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” – ج 1ص 26-28 الطبعة الثانية 1993).

 

تواجد المسلمين في سويسرا منذ القرن العاشر

يعود تواجد العرب في سويسرا إلى نهاية القرن التاسع الميلادي، حيث عمد بعض القراصنة من الأندلس سنة 891 ميلادية، بعد أن ساقتهم زوبعة إلى الإرساء بخليج Saint-Tropez الواقعة بين مدينة Toulon ومدينة Canne الفرنسيتان، ثم توغلوا في الأرض المجاورة وأقاموا في قلعة على جبل هو اليوم يسمى Notre Dame de Miremar بمنطقة La Garde-Freinet، كما أن الغابة الشجرية المجاورة تسمى اليوم Plaine des Maures، وهي على اسم العرب المغاربة.

ساعدتهم الفوضى التي كانت ضاربة في تلك المناطق على أن تلتحق بهم مجموعات أخرى من القراصنة  الفارين والملاحقين من قبل سلاطين الأندلس، وابتدأوا بشن الغارات في النواحي القريبة منهم حتى نمت شوكتهم وعدّوا أنفسهم سادة تلك الأرض، وبحسب المؤرخين الأوروبيين فقد وصل العرب سنة 906 إلى مدينة جنوة Gênes ثم طوران Turin ومنها تقدموا نحو جبال الآلب حتى وقفوا على أعلى الممر الذي يسمى اليوم Grand-Saint-Bernard، وكان يسمى من قبل بجبل المشتري، فجعلوا يأخذون الإتاوات على المارين من هناك، وعبروا الوادي (Vallais) ثم نزلوا على المدينة التي تسمى اليوم Saint-Maurice الموجودة على طريقهم، وقيل أنهم جاؤوا عن طريق جبل السلمون Simplon  في حدود سنة 940 ومن هناك توغلوا في مناطق Grisons حتى وصلوا مدينة خور Coire ومنها إلى مدينة Saint-Galle حتى وصلوا على ألمانيا.

في ذلك الوقت ، كانت سويسرا جزءًا من مملكة la Bourgogne transjurane ، واعتزلت والدة الملك الشاب كونراد Conrad، المسماة Berthe، في برج انفرادي حيث توجد نوشاتيل اليوم[6].

هذا وفي سنة 960 تم طرد هؤلاء العرب من جبل Saint-Bernard وليس لدى المؤرخين تفاصيل حول الواقعة، ولكن يظهر أن القديس Bernard De Menthon هو الذي بنى الملجأ في أعلى هذا الجبل سنة 1050 حتى نُسبت إلى اسمه سلسلة تلك الجبال كلها، أما سقوط حصن Freinet بجنوب فرنسا فقد وقع قبل ذلك بكثير أي سنة 975 وبذلك تكون مدة بقاء هؤلاء القراصنة العرب وسط وغرب أوروبا حوالي 85 سنة.

وقد نتج عن هذه الإقامة للعرب بجنوب فرنسا وسويسرا اختلاط في النسل، وكان العرب يعاشرون النساء اللواتي يقعن أسرى في أيديهم، أو يتزوجوهن مما أفرز عدة عائلات فرنسية من أصول عربية، إضافة لكون تلك العائلات التي بقيت بعد خروج العرب قد تنصّرت واندمجت في النسيج الاجتماعي والديني للبلاد التي مكثوا فيها.

ذكر الأمير شكيب أرسلان في كتابه “تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا” أن عائلات كثيرة، لا سيما في المقاطعات الجنوبية لفرنسا، معروفة بأنها من سلالة السرازين أي المسلمين، ومنها ما تدل سحناؤها إلى اليوم على العروبة. وفي سويسرا عائلات ملقبة بالسرازين،  مثل المهندس Alexandre Sarrasin (1895-1976) وكذلك في جنيف وبازل عائلات تحمل هذا اللقب. ومن أشهر من انتسب إلى أصل عربي في جنيف العالم الفيلسوف “ابن أبي زيد” وكان أهل سويسرا يقولون له أبو زيت (Abu Zit) واسمه الكامل Firmin Abauzit ولد بطلوزة (Toulouse) بفرنسا سنة 1679 ومات بجنيف سنة 1767، وكان اهله من العرب اللذين تنصّروا ثم اتخذوا مذهب البروتستانت، فلما صدر امر لويس 14 بإخراج كل البروتستانتيين من فرنسا، خرج ابو زيد هذا مع من خرجوا إلى جنيف سنة 1689 برفقة أمه التي استطاعت أن تخلّصه من أسقف أوزيس (l’évêque d’Uzès) الذي اختطفه وهو في سنة الثانية من عمره بعد موت أبيه ووضعه في مدرسة كاثوليكية. فنشأ في مدينة جنيف عند جدّه من أبيه ونبغ في جميع العلوم الرياضية والطبيعية والفلك والفلسفة والتاريخ وغيرها، وكان معاصرا لفولتير وروسو ونيوتن وصديقا لهم جميعا.

وكان هذا العلامة العربي الأصل زاهدا عظيم التواضع معرضا عن الدنيا، عرضوا عليه في جنيف أعلى المناصب فرفضها، واقتصر على وظيفة قيّم لخزانة الكتب العمومية، وبقي معروفا تحت هذه الوظيفة بعد أن رفضت أكاديمية جنيف إعطاءه لقب الفيلسوف. وفي عام 1727، ومن أجل الخدمات التي قدمها للمكتبة العمومية، تحصّل على برجوازية مدينته (جنيف) بالتبني (الجنسية السويسرية). وفي جنيف اليوم شارع باسم شارع أبي زيد (Rue Firmin-Abauzit) ويقع بالتقاطع مع (Rue de la Corraterie) و(Rue François-Diday) قبالة (Banque J. Safra Sarasin).

هذا وقد تعمّدتُ استعمال لفظة “العرب” ولم أستعمل لفظة “المسلمين” في نعت هؤلاء “القراصنة” الذين توغلوا في جنوب فرنسا وشمال إيطاليا وسويسرا، لدفع كل شبهة قد تلحق بالمسلمين الذين عشوا في الأندلس تحت لواء أمراء وفي ظل دولة فيها قضاة وعلماء ومؤسسات حاكمة، إذ الأغلب على الظن وبحسب المؤرخ والمستشرق (Joseph Reinaud) فإن الاعتداءات التي قام بها هؤلاء القراصنة على الناس والممتلكات والكنائس لا تتطابق مع ما كان سائدا في تلك القرون من معاملة المسلمين للمسيحيين الذين يقعون تحت أيديهم.

ويكفي في هذا الصدد أن أنقل ما نشره (Joseph Reinaud) من معاملة حكام الأندلس للمسيحيين فقال: ” ذكر يزيدور الباجي[7] المؤرخ المسيحي الذي عاش في ذلك العصر أن عقبة أمير الأندلس في سنة 734 م كان يلتزم سياسة ترك الشعوب التي تخضع لحكم المسلمين على قوانينها الأصليّة، وقد وقع في أيدينا منشور من الوالي المسلم لمدينة قويمرا بالبرتغال[8] يظهر منه أنه كانت للمسيحيين إدارة خاصة بهم، ونص هذا المنشور هو ما يلي: “يكون على مسيحيي قويمرة كونت (Comte) يلي أمورهم ويحكم فيهم بالسداد، وكما كانت عادة المسيحيين في الأحكام وله أن يفصل الخصومات التي تقع بينهم، ولكنه لا يقدر أن يحكم على أحد بالقتل إلا بعد موافقة قاضي المسلمين وذلك بأن الجاني يؤتى به امام القاضي ويقرأ نص الحكم عليه بحسب الشريعة المسيحية، فإذا وافق القاضي أمكن تنفيذ الحكم بالقتل وإلا فلا، ويكون لكل مدينة من المدن الصغيرة قاض خاص بها يحكم فيها بالعدل ويكف المنازعات، وإن أهان مسيحي مسلماً عُومل بشرع المسلمين، وإن سطا مسيحي على عرض مسلمة أُجبر على الإسلام وعلى التزوج بالمرأة التي اعتدى على عرضها، وإلا فالقتل، وإن كانت المرأة مُحصنا فإن المعتدي على عرضها يُقتل بلا مراجعة” وقد وُجد نص هذا المنشور في دير لوربان Lorban وطُبع في لشبونة سنة 1609[9].

ولئن أكثر المستشرق (Joseph Reinaud) من ذكر الفظائع من قتل وسبي وحرق لدور العبادة وقطع الطرق التي قام بها القراصنة الذين استقروا في تلك المناطق على مدى أزيد من 80 عاما، فلم أشأ ذكرها لأنه لا توجد دلائل واضحة على طبيعة هؤلاء الناس هل هم من العرب ام لا لأنه كانت هناك اقوام من المجر (les Hongrois) والنورمانديين (les Normands) قبل أن يدخلوا في المسيحية كثيرا ما يبثوا الرعب بهجماتهم المتكررة على سكان تلك المناطق[10].

وحتى إن كان العرب هم من قام بهذه الفظائع فإنه على الأغلب أنهم كانوا من قطّاع الطرق والمجرمين الفارين من سلطة الدولة في الأندلس، وهذا يتطابق مع ما نقله المؤرخ السويسري (Ferdinand Keller) في كتابه “غارة العرب على سويسرا”[11] والذي قال: “والذي يظهر جليا من مؤرخي ذلك العصر أن هذه الغارات لم تكن ذات مغزى سياسي كغيرها من الغارات، ولا كان لها غرض راجع إلى توسيع ممالك الدولة الإسلامية الأندلسية، ولم يكن مقصد هذه العصابة إخضاع أهالي هاتيك البلدان لسلطانها. وكذلك يظهر أن خليفة إسبانيا لم يكن ذا علاقة بهذه العصابة التي استولت على ذلك الفج السحيق ولا أتاها أدنى مدد من جهته”[12].

واختتم (Joseph Reinaud) كتابه بفقرات جميلة حول شهامة العرب والعلوم التي نقلوها لأوروبا حيث قال: “وكان العرب يمتازون عن النورمانديين والمجر بكونهم أمة بقيت مدة طويلة تسير على رأس المدنية العامة، ثم إن الحروب العظيمة التي تولوا كبرها سواء في الأندلس أو في إفريقية أو في آسيا في وجه الصليبيين قد أضافت إلى اسمهم لمعانا جديدا فوق اللمعان الذي كان من قبل. وكل هذا لم يكن كافيا في تفسير مكانة العرب المكينة في الصدور لولا قصص الفرسان والفروسية التي كان يتغنى بها أهل فرنسا وجوارها خلفا عن سلف. وبالجملة فقد كان العرب لذلك العهد هم الأمثلة العليا والأقيسة البعيدة في الشجاعة والشهامة وعزة النفس ومكارم الأخلاق والعفو عند المقدرة وقرئ الضيف تشهد بذلك وقائع ونوادر كثيرة. وختام القول أنه لو عاد إلينا موسى بن نُصير وطارق بن زياد وعبد الرحمان الغافقي وعبد الرحمان الداخل، ورأوا ما هي عليه الحالة في زماننا لوجدوا اختلافا كثيرا في بيئتي المسلمين والمسيحيين عما كانتا عليه في الأعصر السالفة، ولكن مما لا شك فيه أنهم بعد الوهلة الأولى كانوا سوف يبتهجون بالمكانة العليا التي جعلها القُصاص والزجالون من آبائنا لأعمالهم الكبيرة.”

المهدي بن حميدة
في 2 نوفمبر 2021


[1] Pedanius Dioscoride, est un médecin, pharmacologue et botaniste grec, né entre les années 20 et 40 ap. J.-C., à Anazarbe en Cilicie (une province romaine située au sud-est de l’actuelle Turquie) et mort vers 90 ap. J.-C.

[2] Eusèbe de Césarée ou Eusèbe (de) Pamphile (en latin Eusebius Pamphili), né vers 265 et mort le 30 mai 339, évêque de Césarée en Palestine.

[3] Hiéronymos de Rhodes (né vers -290 et mort vers -2301) souvent latinisé en Hieronymus de Rhodes ou francisé en Hiéronyme de Rhodes est un philosophe de la Grèce antique, disciple d’Aristote.

[4]  نسبة إلى أبناء إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام، فاليهود ينطقون الشين عوضا عن السين، لذلك في العبرية يقال “الإشماعيليين”

[5] نسبة إلى أبناء هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم

[6] Jean MULLER – Histoire des Suisses – histoire de la confédération helvétique, t. 11, p. 117.

[7] Isidore: évêque de Beja, une ville du Portugal, au début du VIIIe siècle.

[8] Coïmbre, entre Lisbonne et Porto au Portugal

[9] Reinaud, Joseph Toussaint – « Invasions des Sarrazins en France et de France en Savoie, en Piémont et dans la Suisse : pendant les 8e, 9e et 10e siècles de notre ère : d’après les auteurs chrétiens et mahométans » – édition de 1836 – pages 272-273

[10] « Les dégâts mêmes qu’ils commirent (les sarrasins), quelque affreux qu’ils fussent, s’affaiblirent en présence de ceux des Normands et des Hongrois ; ils furent même inférieurs à ceux des Normands » Joseph Reinaud,– page 309

[11] Der Einfall der Sarazenen in die Schweiz um die Mitte des X. Jahrhunderts – Keller, Ferdinand (1800-1881 )

[12] بحسب ترجمة شكيب أرسلان فقد ذكر Ferdinand Keller في الحاشية اسم المؤرخ الذي استند عليه في نقل هذه الوقائع وهو Antapold وأشار إلى أن هذه الرواية جاءت في الصفحة 225 من كتابه الذي ترجمه البارون Von der Osten Sacken.

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات