النزل السياحي والاستقطاب الثقافي بالمعمورة
كان الاستقطاب الثقافي للمعمورة (ولتونس عموما) آحادي الجانب من الضفة الساحلية للبلدة، وأعني بذلك النزل السياحي Maâmoura Beach Club وشاطئ المعمورة الذي صار يمثل من بداية السبعينيات إلى أواسط الثمانينيات مركز الاشعاع الرئيسي ونقطة الاستقطاب الأساسية لشباب الجهة، ومع وصول أفواج كبيرة من السياح الأجانب إلى النزل في أواسط وأواخر السبعينيات مما أثّر تأثيرا مباشرا على الشباب من مواليد الستينيات أندادي وصارت الموضة عندنا هو لباس “الدجين” والشّعر الطويل والسيجارة ومن أراد أن يذهب بعيدا، الخمرة والصاحبة هي من مظاهر “التمدّن” و”التحضّر” واتباع الموضة، وعرف هذا البديل الثقافي انتشارا وتوسّعا في صفوف عديد الشباب من الذكور ومع انبعاث وتألق فريق الشبيبة الرياضية بالمعمورة لكرة اليد أصبح لا حديث في البلدة إلا عن الصاحبة والكرة ومطرب “الروك” المشهور Michael Jackson.
وانا صاحب الـ15 من العمر وفي بداية سن المراهقة تأثّرت بهذه الأجواء وصرت أقرب للبحر والنزل السياحي مني إلى المسجد، لأطلع وأعرف، وذلك ديدن أغلب الشباب المراهقين التمرّد وحب الاطلاع، فانقطعت عن الصلاة من 1982 إلى 1984، ومن حسن حظي أو من لطائف الله بي وبأندادي أن كانت تحدث بالبلاد أشياء تنعكس مباشرة على المعمورة وأنا بعيد عنها لم أفهمها إلا بعد أن كبرت، حيث لم ادم طويلا على هذه الحال ولم أذهب في تلك الطريق بعيدا واستفدت من هذه الفترة بأن فهمت محيطا آخر كما انخرطت في الشبيبة الرياضية بالمعمورة لكرة اليد عن المدارس ثم الأصاغر كحارس مرمى بامتياز صحبة الصديق جوهر الصامتي.
الشبيبة الرياضية بالمعمورة
تأسست الشبيبة الرياضية بالمعمورة في 25 أكتوبر 1975 تحت رقم التأشيرة 4287 وانطلقت في أول موسم رياضي 75/76 لكرة القدم تحت إشراف رئيس الجمعية السيد الحبيب بن عبد الله، ثم تحولت في الموسم الرياضي الموالي 76/77 إلى كرة اليد مع احتجاب لكرة القدم بإشراف رئيس الجمعية المرحوم محمد الزياني وقد اختير لتمرين فريق الأكابر السيد عزيز حمريط من بني خيار وكان الفريق مكوّنا من 6 لاعبين من المعمورة و6 من بني خيار.
وفي الموسم 77/78 أُدخلت بعض الاختصاصات لألعاب القوى وقد ترأس الجمعية عبد الحميد القطوسي ومن 79 إلى 82 ترأس الجمعية السيد رشيد الزياني وقد ضم فريق كرة اليد كل الأصناف (مدارس، أصاغر، أواسط وأكابر)، إذ تمكنت الجمعية في الموسم 79/80 من الصعود إلى القسم الشرفي لكرة اليد مع تألق الممرن عزيّز حمريط وكثير من اللاعبين من المعمورة نذكر منهم السادة عبد المطلب غرس الله، عباس غرس الله، نور الدين الزياني، الصادق الزياني، رضا مخلوف، الحبيب القطوسي، الحبيب بنقويدر، وعوض أن تتألق الجمعية بصعود الفريق إلى القسم الشرفي فقد واجهت صعوبات مادية خلال الموسم 83/84 اضطرت في نهاية المطاف إلى أن تحلّ نفسها إلى غاية 1985.
وفي الموسم 85/86 تمكنت الجمعية من العودة بكل الأصناف دون الأكابر مع إحداث فرع لكرة القدم صنف أكابر تحت قيادة الممرن محمد الشّهلة ورئاسة الجمعية من قِبل السيد رشيد الزياني إلى غاية 1988 مع بقاء فريق كرة اليد دون الأكابر بقيادة الممرن عبد المطلب غرس الله، ثم ما فتئ فريق كرة القدم أن استوقف عن اللعب بعد موسمين أو ثلاث.
في المواسم الرياضية من 1989 إلى 1992 ترأس الجمعية السيد فيصل المؤدب وعرفت الجمعية في تلك الفترة أحسن فتراتها ضمن فِرق كرة اليد وتحت قيادة المدرب سلاّم الدردوري واللاعبين كمال الزميتي، محمد غرس الله، توفيق رحيم، فوزي الجميل، قيس بن حميدة، المرحوم كمال فريجة، شفيق وسهيل الزلال… وكاد الفريق يصعد إلى القسم الوطني لولا بعض التصرفات اللارياضية من مسؤولي فرق أخرى.
وتواصل نشاط الجمعية ضمن كرة اليد على مدى المواسم 1994/2000 ثم وجدت الشبيبة نفسها تضطر للانسحاب في 2001 لنفس الظروف المادية ثم عادت للنشاط من سنة 2002 إلى اليوم.
ملاحظة: النص حول الشبيبة الرياضية بالمعمورة كتبه عبد المطلب غرس الله.
