fbpx

مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي بإسطنبول

مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي بإسطنبول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين؛

بدعوة كريمة من رئاسة الشؤون الدينية بجمهورية تركيا انعقد مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي بإسطانبول في الفترة 21 – 23 شعبان 1437ه  الموافق 28 – 30 مايو 2016م وقد استجاب لهذه الدعوة عدد كبير من المسؤولين ومن وزوارات الأوقاف ودور الإفتاء والعلماء والفقهاء والفلكيين ونحوهم بالإضافة إلى ممثلي معظم المجامع والمجالس الفقهية في العالم. وقد افتتح المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم، فتلتها كلمة د. أكرم كلش رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وريئس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تضمنت الشكر لجميع من ساهم في المؤتمر والتنويه بالجهود الكبيرة التي بذلت في سبيل إنجاح المؤتمر حيث عقد في البداية مؤتمر علمي تحضيري حول هذا الموضوع تمخضت عنه لجنة علمية من المتخصصين في الشريعة وعلم الفلك وتحدث كذلك عن أهمية التقويم الموحد للعالم الإسلامي والآثار السلبية الناشئة عن الاختلافات الموجودة بين المسلمين بسبب الاختلاف في بدء شعائرهم وأعيادهم.

ثم جاءت كلمة فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فركز فيها بعد الشكر لتركيا رئيسا وحكومة وشعبا على أهمية وحدة المسلمين في شعائرهم وعباداتهم وعلى أن الشريعة لا يمكن أن يتعارض مع العلم وأن علم الفلك اليوم علم قطعي لا ينبغي إهماله، ثم ألقى سماحة الشيخ الدكتور أ. د. محمد غورمز كلمة ضافية رحب فيها بالحاضرين وشكرهم على تجشم عناء السفر وخص اللجنة العلمية بالشكر ثم أكد فيها على أن الإسلام هو دين التوحيد والوحدة ويدعو إلى الوحدة في المشاعر والأفكار ولذلك فإن اختلاف المسلمين في عصرنا الحاضر في البدء بعباداتهم وأعيادهم أمر مؤسف جدا ثم أكد على أن رؤية الهلال وسيلة لتعيين الشهر وليست مقصدا ولذلك فإن الاعتماد على علم الفلك والحساب أمر علمي ينسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومبادئها، وختمت الجلسة بكلمة نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش شكر فيها رئاسة الشؤون الدينية والحاضرين وأكد كذلك على ضرورة وحدة المسلمين في شعائرهم ومشائرهم كما نوه باستعداد تركيا للوقوف مع قضايا العالم الإسلامي ودعمها والسعي لوحدة المسمين شعائريا وسياسيا واجتماعيا.

ثم بدأت الجلسات العلمية حيث خصصت الجلسة الأولى برئاسة سماحة الشيخ الدكتور محمد غورمز ريئس الشؤون الدينية التركية لبحث التقويم الهجري فلكيا وشرعيا واجتماعيا حيث قدمت فيها أربعة بحوث غطت هذه الجوانب بصورة طيبة. وخصصت الجلسة الثانية طوال اليوم الثاني لمناقشة التقويم الأحادي والتقويم الثنائي برئاسة أ.د. علي محي القره داغي حيث علق معظم الحاضرين فيها بالتأييد أو الرفض أو الاستيضاح أو بإضافة معايير أو نحوها.

ثم خصصت الجلسة الثالثة برئاسة أ.د. علي محي القره داغي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر للتقييم ومناقشة تقرير لجنة صياغة التقرير والقرارات التي أعدته لجنة الصياغة وتلاوة البيان الختامي وإعلان القرارات والتوصيات.

وقد شكلت لجنة علمية جامعة من علماء الشريعة والفلك من معظم بلاد العالم الإسلامي برئاسة أ.د. علي محي القره داغي فقامت بصياغة مشروع البيان الختامي الذي تمخضت عنه  البحوث والمناقشات والذي ابنثقت منهما القرارات والتوصيات الآتية:

القرارات:

  1. يؤكد المؤتمر على قرارات المجامع والمؤتمرات الفقهية السابقة ومن أهمها قرارات مؤتمر مجمع البحوث العلمية عام 1966، ومؤتمر كويت عام 1973، ومؤتمر إستانبول عام 1978، ومؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عام 2009، ومؤتمر رابطة العالم الإسلامي عام 2012 التي أقرت مجموعة من المبادئ والمعايير الأساسية ومن أهمها: أن الأصل في ثبوت دخول الشهر هو رؤية الهلال سواء تمت بالعين المجردة أو بالاستعانة بالمراصد والأجهزة الفلكية الحديثة، وعدم الاعتراف باختلاف المطالع.
  2. اختيار التقويم الأحادي ليكون التقويم الهجري الدولي المعتمد وبذلك يكون أمام العالم تقويم هجري واحد وقد اعتمد التقويم على إمكانية الرؤية في العالم سواء كانت بالعين المجردة أم بأجهزة الرصد دون الاعتداد باختلاف المطالع كما هو المعتمد لدى جمهور الفقهاء ومعظم المجامع الفقهية وعلى المعايير الفلكية والضوابط الفقهية المعتمدة بحيث لا يتعارض مع أي نص شرعي أو قاعدة فلكية قطعية وذلك وفقا على ما يلي:

فوائد هذا التقويم وآثاره:

إن هذا التقويم يحقق مصالح كبيرة للمسلمين منه خلال توحيد شعارهم وصيامهم وأعيادهم والقضاء على التفرق الذي يجاوز الحدود المعقولة بين المسلمين وخاضة بين الأقليات المسلمة حيث قد تصل الاختلافات حول الصيام أو العيد داخل دولة واحدة إلى ثلاثة أيام بل وصل الخلاف إلى أن يقف الحجاج بعرفة في يوم التاسع من ذي الحجة وأهل بلدهم يعتبره اليوم الثامن أو السابع. فهذا الدين هو دين التوحيد الذي جعل الوحدة فريضة شرعية وضرورة واقعية كما أن التقويم المنضبط المحدد للأعياد والصيام ونحوهما يساعد الأقلية الإسلامية للحصول على عطلهم في الأعياد ويساعدهم في تقديم دينهم العظيم بأنه يحترم العلم بل ينسجم معه كيف لا وأول آية وسورة تبدأ بالأمر بالقراءة والبحث عن العلم.

  1. يطالب المؤتمر الأقليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا ونحوهما أن تعمل بهذا التقويم توحيدا لشعائرهم وأعيادهم ومشاعرهم كما يطالب الدول الإسلامية التي لها مرجعياتها الشرعية بالنظر في هذا التقويم واعتماده لما في ذلك من تحقيق المصالح ودرء المفاسد وتوحيد الشعائر والمشاعر.
  2. يطالب المؤتمر رئاسة الشؤون الدينية التركية بتشكيل لجان لتحقيق مقرارات هذا المؤتمر وفقا لما يأتي:
  1. تكليف اللجنة العلمية بوضع تقويم ( ) لمدة عشر سنوات يطبع ويوزع على العالم.
  2. تشكيل لجنة للمتابعة تقوم بالرصد وتلقي الملاحظات.
  3. تشكيل لجنة للتعليم والإعلام لنشر ثقافة التقويم الهجري الموحد.

التوصيات:

  1. يوصي المؤتمر الجهات المسؤولة عن الشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية بتبني هذا التقويم والقيام بتوحيد بدايات الشهور الهجرية في ضوئه.
  2. يوصي المؤتمر أصحاب التقاويم في العالم الإسلامي باعتماد هذا التقويم ليتحقق للمسلمين تقويم واحد يعبر عن حضارتهم وهويتهم ويوحد شعائرهم ومشاعرهم
  3. سعيا لتوحيد المسلمين في أوروبا وتحقيقا لوحدتهم وخدمة لمصالحهم وتجنيبهم مخاطر التفرقة والاختلاف وبخاصة في القضايا الإسلامية المهمة كتحديد المواقيت الشرعية وبداية الأشهر القمرية يوصي المؤتمر المسلمين الذين يعيشون في بلاد غير إسلامية بأن يتحدوا على كلمة سواء من خلال الاعتماد على تقويم واحد حيث لا يجوز شرعا اختلاف أهل بلد واحد حول صيامهم وأعيادهم بل يجب عليهم الالتزام بما يصدر عن مرجعيتهم الشرعية كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ومجلس الفقه الإسلامي لشمال أمريكا والشؤون الدينية التركية في ذلك البلد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون»
  4. يوصي المؤتمر رئاسة الشؤون الدينية بجمهورية تركيا القيام بتقديم هذا التقويم إلى رئاسة منظمة التعاون الإسلامي لعرضه على الدول الإسلامية للنظر فيه ودراسته للوصول إلى اعتماده ليكون للعالم الإسلامي تقويمه الموحد الخاص به.

وفيما يلي معايير التقويم المختار في المؤتمر والجدول المحتوي بدايات الشهور ما بين عامي 1437 و 1444 الهجري.

أولا مناطق التقويم: يعتبر التقويم الأحادي جميع مناطق العالم وحدة واحدة، بحيث يبدأ الشهر الهجري في جميع مناطق العالم في نفس اليوم.

ثانيا قاعدة التقويم: يبدأ الشهر الهجري إذا كان تحقق الشرط التالي في أي مكان في العالم قبل الساعة الثانية عشر ليلا بتوقيت غرينتش. أن يكون البعد الزاوي بين القمر والشمس (الاستطالة) وقت غروب الشمس ثماني درجات أو أكثر، وأن يكون ارتفاع القمر عن الأفق وقت غروب الشمس خمس درجات أو أكثر.

ثالثا: تعديلات التقويم:  وفقا للقرارات المتخذة في الاجتماع الخامس للجنة العلمية بشأن الحالات الاستثنائية استخدم الفلكيون في إعداد مشروع التقويم الأحادي المعاييرَ التالية:

  1. إذا أمكن رؤية الهلال بمعايير إسطانبول 1978 -كما هو مبين أعلاه- في أي مكان من العالم وتم الاقتران قبل فجر New Zealand باعتبارها في أقصى العالم القديم يدخل الشهر القمري الجديد.
  2. اعتبر في إمكانية الرؤية يابسة القارة الأمريكية ولم يؤخذ احتمال الرؤية في البحر بدون احتمالها في اليابسة، وهذا الشرط لا بد منه لإزالة الحالات التي طلب تعديلها.

رابعا: بدايات الأشهر اهجررية:

التقويم بهذا الشكل وبالنتيرة صار موافقا لتقويم أم القرى، بمعنى أنه تحقق فيه شرطان مطلوبان الذان يشترطهما تقويم أم القرى وهما وقوع الاقتران قبل غروب الشمس ومكث القمر بعد غروبها.

الشهر القمري
الاقتران
أول زمان يتمكن فيه من رؤية الهلال
بداية الشهر
اليوم
عدد الأيام
رمضان 23.04.2020
m 26 h 02
23.04.2020 (m 43 h 17) 24.04.2020 الجمعة 30
شوال 22.05.2020
m 39 h 17
23.05.2020 (m 05 h 10) 24.05.2020 الأحد 29
ذي الحجة 20.07.2020
m 33 h 17
21.07.2020 (m 18 h 07) 22.07.2020 الأربعاء 29

خزن ملف القرارات: قرارات مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي (PDF)
حزن ملف البيان الختامي لمؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي بإسطنبول (PDF)

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات