fbpx

إنشاء جامع الزيتونة المعمور بتونس سنة 79 هـ

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الأربعاء 13 جمادى الأولى 1436 الموافق لـ 4 مارس 2015
  • 0
  • 788 مشاهدة

بعد أن قُتل علي بن أبي طالب وسلم الخلافة من بعده الحسن بن علي بن أبي طالب إلى معاوية سنة 41 هـ تتالى حكام بني أمية على إفريقية فدخل حسان بن النعمان مدينة عليسة قرطاج سنة 78 هـ لأول مرة واستبشر بمقدمه أهلها بعد أن خلّصهم من الروم البيزنطيين ورثة الرومان الإيطاليين، والحال أن سكان قرطاجنة أصلهم فينيقيين وليسوا بالرومان، وبعد أن استولى على قرطاج واجتاحها أعاد مدينة تونس التي فتحها زهير بن قيس أول مرة سنة 68 هـ، وأقام حسّان بالمدينة جامع الزيتونة المعمور بناه سنة 79هـ .

ولما تولى عبيد الله بن الحبحاب السلولي إمارة القيروان سنة 115 هـ 733 م أعاد شيد جامع الزيتونة من جديد، بعد أن خربه البيزنطيون الذين دخلوا تونس على إثر خروج حسان بن النعمان منها، ومثلما اختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء فأطلقوا على البلاد اسم “تونس الخضراء” وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم “جامع الزيتونة”.

شيّد عبيد الله بن الحبحاب الجامع وأقامه فكان روعة في الجمال والبهاء في وسط مدينة خضراء جميلة، ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي ابن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.

إن ابتعاد القيروان على مقر الخلافة الراشدة في مكة المكرمة ثم الكوفة أو ملك بني أمية في دمشق جعلها تنأى عن الفتنة التي حصلت بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهم جميعا) فتحملت مسؤوليتها كولاية إسلامية لنشر العلم وتطوير الجيش وعمارة المدينة بالتجارة وغير، فأصبت منطلق الجيوش إلى باقي بلاد إفريقية والمغرب ثم أوروبا (الأندلس).

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات