منذ أن حشرهم النبي صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وأخرجهم من ديارهم (هُوَ ٱلَّذِىٓ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمْ لِأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ ۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ) جلاء ورحمة بهم (وَلَوْلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمُ ٱلْجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْآخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ) بعد أن نكثوا العهد وخانوا الميثاق (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ ۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)، احتاج اليهود إلى 14 قرنا لكي يعيدوا دولتهم في فلسطين، بعد ان أمدهم الله بالمال والبنين (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَٰكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَٰكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).
وفي سبيل تحقيق حلمهم في استرجاع دولتهم، لقد عمل اليهود وبطول نفس وعلى مدى 14 قرنا على تلغيم كتب التفسير والحديث والفقه والتاريخ الإسلامي بالفكر والمعتقد التشريعي اليهودي (شريعة اليهود ذات الإصر والأغلال)، في حين جاء الإسلام بالمنهاج القرآني رحمة للعالمين ولم يأت قط بالتشريع-الشريعة (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، فالشرعة لليهود والمنهاج للمسلمين.
ولن يكون هناك إخراج ثان من ديارهم في فلسطين كما بشّر بذلك الله تعالى في القرآن (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) إلا بتخليص الكتب وكل المعتقد والتفكير الإسلامي من دسائس اليهود، ومن اكبر دسائسهم هي ما اطلق عليه بـ”الشريعة الإسلامية” على نمطها الحالي (الرجم والقطع والبتر والجلد).
المهدي بن حميدة
لوزان في 26 مارس 2022
