fbpx

محمد بن محمد بن رمضان بن حميدة 2/2

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الأربعاء 15 ذو الحجة 1438 الموافق لـ 6 سبتمبر 2017
  • 0
  • 376 مشاهدة

تاريخ حياتي ولقطات من تاريخ حياة أبي وجدّي وأبنائي: مراد والمهدي وإكرام ومفيدة ورشدي وشوقي وسندس

الجزء الثاني

محمد بن حميدة سنة 1959 السنة التي خطب فيها صوفية الصيد
محمد بن حميدة سنة 1959 السنة التي خطب فيها صوفية الصيد

 

سنة 1956 التحقت بالتعليم كمعلم وقتي وتركت دراستي بجامع الزيتونة لأني في أشدّ الحاجة إلى المال وكنت في ذلك الوقت لا كسب شيئا إلا كسوتي المتواضعة فوق ظهري والمتمثلة في سورية وسروال وجُبّة، أما دارنا هذه (في المراح) فهي أكداس من التراب والأحجار لا يوجد بها بيت راحة إلا البيت الذي نسكنه ومازالت آثارها موجودة إلى ساعة كتابة هذا وهي بالمنزل المجاور لداري هذه (أعني منزل أخي رمضان) أما أمي وإخوتي فيخدمون بالأجر اليومي لسدّ حاجياتنا اليومية من غذاء ولباس.

دخلت في سلك التعليم وباشرت عملي بتاريخ 5 نوفمبر 1956 كمعلّم وقتي ثم جاءت مناظرة أخرى في التعليم فشاركت فيها مرة أخرى فنجحت في الكتابي وفي هذه المرة لم تطلب الوزارة الامتحان الشفاهي فتماديت معلّما شبه رسمي إلى أن دخلت معلما رسميا سنة 1971 بأحد مدارس الجنوب وهي مدرسة النوايل بمعتمدية سيدي بوزيد.

صوفية بنت حمزة الصيد سنة 1959
صوفية بنت حمزة الصيد سنة 1959

 

وفي سنة 1959 خطبت حمزة بن عمر الصيد في ابنته صوفية وعمرها 15 سنة فوقعت الموافقة وبقينا مخطوبين إلى صائفة 1965 تزوجنا ببعضنا وعشنا زوجين سعيدين كما كنا في حالة الخطوبة التي دامت ستة أعوام عشناها كأنها ستة أيام.

كنت في سنة 1966 مكلفا بإدارة مدرسة الصندوق بسيدي بوزيد، في تلك السنة وفي 21 أفريل 1966 على الساعة الخامسة والربع من مساء يوم الخميس بالضبط جاء للوجود وفتح عينيه في هذه الدنيا ابني الأول «مراد» بمستشفى سيدي بوزيد، وكنت فرحا جدا بهذا الابن الأول «مراد» فالتقطت له عدة صور وهو مازال في الأسبوع الأول لأنه الابن الأول.

مراد والمهدي وإكرام مع أبيهم محمد بن حميدة يوم عيد الفطر من سنة 1971
مراد والمهدي وإكرام مع أبيهم محمد بن حميدة يوم عيد الفطر من سنة 1971

 

وفي السنة الموالية أي في 20 جوان 1967 للموافق لليلة المولد النبوي الشريف انزاد الابن الثاني «المهدي» بالمنزل الكائن بساحة الجمهورية بالمعمورة وكنت أنا في مدرسة النوايل بمعتمدية سيدي بوزيد وبقيت هناك إلى تمام الثلاثين من شهر جوان 1967 كي نتمكن من العطلة الصّيفيّة وفعلا روّحت إلى منزلي بالمعمورة فوجدت الابن الثاني «المهدي» جميل الطلعة بهيّ المحيّا، وفي 25 أفريل سنة 1969 انزاد لنا ابن ثالث مثل شقيقيه السابقين في السمات والجمال وأسميناه على بركة الله «إكرام».

وفي ميلاد الابن الثالث مرضت الأم صوفية بمرض يقال له “عِرقُ الأسى” وقد حبست الأم ولم تقدر على المشي فعالجناها بالمستشفى وأخيرا لم تبرأ إلا بإذن الله عندما أنزلنا عنها الدم الفاسد من ساقها عند العارفين بهذا المرض عافاكم الله فشفاها الله والحمد لله.

ثم في سنة 1971 طلبتُ النُّقلة من مدرسة النوايل بمعتمدية سيدي بوزيد إلى معتمدية نابل وفي آخر السنة الدراسية أعلموني بنقلتي إلى مدرسة سيدي عاشور بنابل التي باشرت التدريس فيها من السنة الدراسية 1971-1972 إلى غاية مُوَفّى ديسمبر من سنة 1987 حيث أمضيت 30 سنة بالتدريس نصفها بسيدي بوزيد ونصفها الآخر بمدرسة سيدي عاشور بنابل.

وفي شهر أوت أي التاسع منه من سنة 1971 انزاد لي مولود رابع وكان في هذه المرة أنثى ففرحنا بها كثيرا لأنها أوّل بنت بعد ثلاثة ذكور وسمّتها أمي على بركة الله «مفيدة»، وكانت جميلة بهيّة بيضاء حمراء والحمد لله.

وفي سنة 1972 دخل أوّل أولادي مراد إلى المدرسة الابتدائية ابن سينا بالمعمورة وفي سنة 1973 أي في 25 من شهر أكتوبر انزاد لي مولود خامس ذكر أسميناه على بركة الله «رشدي» وكان كإخوته أبيض أحمر وفي سنة 1977 أي في 29 من شهر سبتمبر انزاد لي مولود سادس أسميناه على بركة الله «شوقي» وهو مثل إخوته أيضا في الجمال.

وفي 21 من شهر سبتمبر 1981 انزاد لي مولود في مستشفى نابل وهي أنثى وأسميناها على بركة الله «سندس» وهي كإخوتها جميلة الطلعة بهيّة السّمات.

محمد بن حميدة وزوجته صوفية في الحج بمخيم منى سنة 1985
محمد بن حميدة وزوجته صوفية في الحج بمخيم منى سنة 1985

 

وفي شهر أوت 1985 قصدنا أنا وزوجتي صوفية بيت الله الحرام وأدّينا فريضة الحج نطلب من الله أن يتقبل حجنا.

وفي سنة 1986 تحصّل الابن الأكبر «مراد» على شهادة الباكالوريا فابتهجنا كثيرا بهذا الحدث الهام وتمنّينا لأخيه «المهدي» أن يتحصّل على الباكالوريا في عام 1988، لكن في صائفة 1987 وقع القبض على «المهدي» صحبة زميله سعيد مخلوف لأنهما شاركا في كظاهرة بتونس العاصمة قام بهذه المظاهرة الطلبة الذين ينتمون إلى حركة دينية تُسمّى “النهضة” وهذه الحركة تخدم ضد نظام الدّولة الذي كان رئيسه في ذلك الوقت «بورقيبة».

في صبيحة يوم 7 نوفمبر 1987 أفاق الشعب التونسي على حدث عزل الرئيس «بورقيبة» من قبل وزيره الأول زين العابدين بن علي حيث نصّب هذا الأخير نفسه رئيسا على البلاد.

مثُل «المهدي» وزميله سعيد امام المحكمة الابتدائية بتونس يوم 12 ديسمبر 1987 وحُكِم عليه بستة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ قضى منها أربعة أشهر، ولما وقع سراح «المهدي» من السجن التحق بالمعهد ببني خيار ليواصل دراسته وفي آخر السّنة الدراسية نجح في الباكالوريا رغم دخوله في جانفي للسنة الدراسية 1988.

لكن عندما ركّز الرّئيس الجديد زين العابدين بن علي نفسه في الحكم انثنى على الحزب الديني الذي يسمّى «حزب النّهضة» وأمر بإيقاف كل طالب أو كل من ينتمي أو يتعاطف مع هذا الحزب الذي يرى فيه الخطر عليه وعلى نظامه.

وفي آخر السنة الدّراسية من سنة 1990 تحصّل الابن الثالث «إكرام» على شهادة الباكالوريا، فكان الأبناء الثلاثة «مراد» و «المهدي» و «إكرام» يتلقّون دراستهم بالتعليم العالي بتونس العاصمة، فكام «مراد» يتّبع العلوم التّقنيّة بدار المعلمين العليا بمنفلوري و «المهدي» توجّه إلى كليّة العلوم بالمركّب الجامعي بالمَنَار لأنه توجّه إلى الفيزياء و «إكرام» توجّه إلى معهد التنشيط الثقافي بباب سعدون.

ولمّا كان الأبناء الثلاثة ينتمون إلى الحركة الدينية المضادة للنظام طاردهم الأمن وصاروا محلّ تفتيش فمُنِعوا من مواصلة دراستهم وحُرِموا من شهائدهم العليا، أمّا «مراد» فلم يبق له إلا شهرين ويتخرّج كأستاذ رسم تقني بالمعاهد الثانوية، وأما «المهدي» فمازال يدرس بالسنة الثانية في كلّية العلوم اختصاص فيزياء وكيمياء، وأما «إكرام» فقد انتقل إلى السنة الثانية في التنشيط الثقافي، وفي أواخر 1991 كان مصير «المهدي» الخروج من الجمهورية التونسية ومغادرة البلاد ومصير «مراد» السجن لمدّة ثمانية أشهر نافذة ومصير «إكرام» السجن لمدة ستة أشهر نافذة وهكذا كان مصير الأبناء الثلاثة أبناء محمد بن محمد بن رمضان بن حميدة والحمد لله على كل حال وأنا الآن أشرف عمري على 65 عاما. وأخيرا نحمد الله ونشكره كُتبت في آخر 1992 وخُتم في 1 نوفمبر 1992

ها هو ابني الخامس «شوقي» بن محمد بن حميدة قد ختم القرآن كلّه على يد مؤدّبه محمد الكيلاني زقاد وذلك يوم السبت 31 أكتوبر 1992 وعمره 15 سنة وشهرا ويوما فالحمد لله والشكر لله.

وفي شهر جوان من سنة 1997 تحصّل الابن «شوقي» على شهادة الباكالوريا والحمد لله وفي شهر أكتوبر دخل إلى معهد الدّراسات العليا للتصرّف والمحاسبة ببوشوشة اختصاص تصرّف وهو المولع بالحسابيات والبرمجيات، أما الابنة الأخيرة في الأبناء والمسماة «سندس» فمازالت تتعلم بالمعهد الثانوي ببني خيار وهي في سنتها الخامسة، ومازالا هذين الابنين يكْرَعان من مناهل العلم والمعرفة والله يفتح للجميع.

انتهيت من كتابة هذه المذكّرة
في 2 ديسمبر 1997

اطلع على الجزء الأول

تحميل المذكرة (PDF 10 Mo)

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات