ذكر البخاري في صحيحه تصرف عمر بن الخطاب الخشن وغير المعقول مع النبي صلى الله عليه وآله عندما تصدى له ووثب اليه ووقف أمامه وجذبه من ثوبه ! ليمنعه من الصلاة على جنازة كبير المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول، وقال له: أليس نهاك الله عن هذا ؟!
وأكثر عليه الكلام ! فغضب النبي صلى الله عليه وآله وقال: إليك عني يا عمر (أي أخّر عني) ! لكنهم قالوا إن النبي صلى الله عليه وآله لم يغضب من عمر أبداً بل ارتاح وتبسم له (ولو أن الواقعة ليست واقعة تبسّم)!
وقال النبي (ص) أنا بين خيرتين ، قال الله تعالى: إسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ. (التوبة:80) فصلى عليه رسول الله (ص).
ثم نزلت الآية موافقة لرأي عمر: وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (التوبة:84)
زاد ابن حجر على هذا التوجيه لرأي عمر أن النبي صلى الله عليه وآله اعتذر الى عمر بأنه لم يفهم النهي من الآية كما فهمه عمر ، بل فهم منها التخيير ! فنزل النهي الصريح موافقاً لقول عمر فاقتنع النبي صلى الله عليه وآله !
تلك هي مدرستي في إبداء الرأي التي تأثرت بها وعملت بها ولازلت أعمل بها وسوف أظل أعمل بها إلى آخر أيامي: عندما تقتنع برأي وفكرة دافع عليها باستماتة إلى آخر رمق في الحياة مهما كان الشخص الذي أمامك.