fbpx

هذه مدرستي

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1440 الموافق لـ 18 ديسمبر 2018
  • 0
  • 392 مشاهدة
المهدي بن حميدة نوفمبر 2010

ذكر البخاري في صحيحه تصرف عمر بن الخطاب الخشن وغير المعقول مع النبي صلى الله عليه وآله عندما تصدى له ووثب اليه ووقف أمامه وجذبه من ثوبه ! ليمنعه من الصلاة على جنازة كبير المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول، وقال له: أليس نهاك الله عن هذا ؟!

وأكثر عليه الكلام ! فغضب النبي صلى الله عليه وآله وقال: إليك عني يا عمر (أي أخّر عني) ! لكنهم قالوا إن النبي صلى الله عليه وآله لم يغضب من عمر أبداً بل ارتاح وتبسم له (ولو أن الواقعة ليست واقعة تبسّم)!

وقال النبي (ص) أنا بين خيرتين ، قال الله تعالى: إسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ. (التوبة:80) فصلى عليه رسول الله (ص).

ثم نزلت الآية موافقة لرأي عمر: وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (التوبة:84)

زاد ابن حجر على هذا التوجيه لرأي عمر أن النبي صلى الله عليه وآله اعتذر الى عمر بأنه لم يفهم النهي من الآية كما فهمه عمر ، بل فهم منها التخيير ! فنزل النهي الصريح موافقاً لقول عمر فاقتنع النبي صلى الله عليه وآله !

تلك هي مدرستي في إبداء الرأي التي تأثرت بها وعملت بها ولازلت أعمل بها وسوف أظل أعمل بها إلى آخر أيامي: عندما تقتنع برأي وفكرة دافع عليها باستماتة إلى آخر رمق في الحياة مهما كان الشخص الذي أمامك.

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات