fbpx

مثال من التاريخ

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الثلاثاء 3 جمادى الآخرة 1441 الموافق لـ 28 يناير 2020
  • 0
  • 678 مشاهدة

عندما تقرأ التاريخ تفهم عديد المسائل التي تدور في أيامنا هذه، كيف تصعد أسماء ونجوم وتغيب أو تُغيّب أسماء مناضلين كبار… مثال من التاريخ:

أجمع المؤرخون على أن القائد الذي فتح “إفريقية” (أي تونس) في الفتح الأول 27 هـ والفتح الثاني 29 هـ والفتح الثالث 31 هـ هو القائد عبد الله ابن سعد بن أبي سرح، ولكن الحقيقة هي غير ذلك…

لأن الذي فتح تونس في المعركة الكبيرة الأولى (معركة سبيطلة 27 هـ) هو عبد الله بن الزبير وما أدراك ما عبد الله بن الزبير وهو الذي قتل جرجير وليس ابن أبي سرح، وعبد الله ابن الزبيرهو الذي فتح أيضا سوسة سنة 44 هـ ولكن التاريخ لا يكتب إلا أسماء الموالين للعائلة، وعبد الله بن الزبير يعرف الجميع أن له قصة طويلة مع الأمويين حيث رفض مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان (سنة 60 هـ) وقصته الأليمة مع الحجاج.

كذلك الأمر بالنسبة إلى فتح جلولاء (القيروان) سنة 45 هـ، التي ذكر المؤرخون أن الذي فتحها هو عبد الملك بن مروان (الذي أصبح الخليفة الخامس للأمويين فيما بعد) وذكر المؤرخون أنه أصيب بإحباط كبير أيام المعركة (كيف يصاب بإحباط وهو قائد جيش كسب معركة وقتل قائدها) وأن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب كانا من ضمن الجنود في الجيش… يعني الأرجح أن الذي كسب معركة جلولاء هو عبد الله بن الزبير وليس عبد الملك بن مروان…

وهكذا إلى يومنا هذا، فالتاريخ لا يذكر إلا أسماء الموالين للعائلة\الحزب\الأيديولوجيا، وأما الأبطال والأحرار الذين صنعوا التاريخ ببطولاتهم وتضحياهم فتمنعهم نفوسهم وعلو هممهم من الدخول في سفاسف المعارك من أجل الألقاب والنياشين.

المهدي بن حميدة
في 28 جانفي 2020

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات