fbpx

أصل الصهيونية
والفرق بين التوراة والتلمود

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الأحد 13 ذو القعدة 1443 الموافق لـ 12 يونيو 2022
  • 0
  • 1757 مشاهدة
la-torah-le-livre-sacre-du-judaisme.jpg

الصهيونية هي حركة ذات بعدين، بُعد ديني يعود إلى أعماق التاريخ اليهودي ويرتبط بمسار كتابة التوراة عبر التاريخ الذي سوف نتعرض إليه بنوع من التفصيل، وبُعد آخر سياسي يرتبط في جذوره الفلسفية “بالنهضة الأوروبية” الحديثة، اما البعد السياسي فكان من تأسيس زعيمها الاول تيودور هرتزل (2 ماي 1860– 3 جويلية 1904) عندما عقد اول مؤتمر للصهيونية بمدينة بازل السويسرية سنة 1897، والذي يهدف إلى جمع اليهود في كافة انحاء العالم ولم شملهم وتوطينهم في فلسطين لتأسيس دولة يهودية تدين بالدين اليهودي وتتميز بالعنصر اليهودي وبالثقافة اليهودية وبإرادة بعث “مملكة داوود” (بشقيها “إسرائيل” و”يهوذا” التي سبق وفصلنا فيها في الجزء الأول من هذه الدراسة.

وقيام الكيان الصهيوني في فلسطين سنة 1948 يعود إلى هذين البُعدين، البُعد الديني اليهودي التوراتي والتلمودي والبُعد الجيو-سياسي المتعلق بقيام “النهضة الأوروبية” الحديثة وفلسفتها التي تقوم على مرتكزات الفكر الغربي، هذان البعدان اللذان سعت الحركة الصهيونية الحديثة لدمجهما من اجل بعث ما سُمي بـ”دولة إسرائيل” وعاصمتها الأولية “تل ابيب” ثم قيام “مملكة داوود” وعاصمتها “أورشليم” (القدس) بحسب ادعاءاتهم التي سوف نستعرضها بالتفصيل.

أولا وقبل التفصيل في هذه الحركة، لابد من الإشارة إلى الكلمات المفتاحية لها، وهي التوراة والتلمود والصهيونية واليهودية والعبرانية والإسرائيلية، لكل من هذه الكلمات دلالة مكانية او عقائدية او لغوية، لابد من شرحها لفهم الحركة الصهيونية ومرتكزاتها.

ففي الجزء الأول من هذه الدراسة تعرضنا لليهودية التي تكونت خلال المنفى البابلي بين الفترة 587-538 ق.م، وعبارة “الدين اليهودي” أطلقت على الطقوس الدينية التي شرعها زعيم روحي يدعى “حزقيال” وكان يمارسها سكان “مملكة يهوذا” الذين سبوا من “أورشليم” إلى بابل عام 587 ق.م

اما بنو إسرائيل او شعب إسرائيل فهم كل أسباط بني إسرائيل الذين خرجوا مع نبي الله موسى من مصر وهم خليط من الحنيفيين (الذين يدينون بالحنيفية الإبراهيمية الموحدون للإله الواحد لكل البشر وهو الله)،أما العنصريون منهم فهم الذين حصروا إله إسرائيل بأنه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهو “يهوه” بحسب زعمهم وهو ليس إله الناس اجمعين بل هو إلههم الخاص بهم (لذلك هم عنصريون وليسوا بحنيفيين)، ولقد تطور الإله عندهم من “الله” الذي خلق الناس والسماوات والأرض، ثم عندما ظهر هذا الإله إلى موسى في طور سيناء أصبح “الرب الإله” وبعد ذلك تطور الإله عندهم فأصبح “يهوه”.

اما العبرانية أو العبرانيون فهم كل أسباط بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى من مصر (1280 ق.م) والتحقت بهم شعوب جنوب الجزيرة العربية (أقوام مدين) وسيناء وشعوب الصحراء (الحلف القبلي) الذين كانوا يدينون بالحنيفية ويتكلمون العبرانية وهي لهجة من لهجات اللغة الآرامية وهي اللغة التي يتكلمها المهاجرون الصحراويون بين القرن العشرين والتاسع عشر قبل الميلاد. وأصبح العبرانيون هم كل الذين يتكلمون اللغة العبرية ويدينون بالحنيفية زد عليهم الذين خرجوا مع موسى من مصر (الوافدون).

أما الصهيونية فتحتاج إلى تفصيل ومواصلة للتسلسل الزمني الذي انتهينا إليه في الجزء الأول، إذ وبتشكل معالم “الكتاب المقدس” (أي التوراة) قبل المنفى وخلال المنفى وبعد عودة المنفيين إلى أورشليم، ظهرت “الصهيونية” في ثنايا هذه الكتب التي وُضعت في القرن الخامس ق.م.

في الفرق بين مبدأ “التفضيل” و”العنصرية”

تقوم “الصهيونية” القديمة والحديثة على مبدإ “العنصرية” الذي هو تحريف وتشويه لمبدئ آخر، وهو مبدأ متأصل عند بني إسرائيل وتكلم عنه القرآن الكريم في أكثر من آية وهو مبدأ “التفضيل”، فما معنى “التفضيل” وما هو منهج الله تعالى في تفضيل شخص على آخر وتفضيل شعب على سواه؟ وهل هو تفضيل خُلقي (قيمي) ام تفضيل خَلقي (عنصري) كما يدعي أغلبية حملة المعتقد اليهودي والفكر الصهيوني عموما؟

قبل كل شيء لابد من التأكيد على أن الفضل والتفضيل هو بيد الله وليس بيد أحد من خلقه، ولقد ذُكرت لفظة “فضل” في القرآن الكريم 94 مرة، فكما أن الخلق اختص به الله تعالى بوصفه إلها، كذلك الفضل والتفضيل هو منّة من الله تعالى يؤتيها ويهبها لمن يشاء من عباده، وهي من خاصيته وحده سبحانه بوصفه إلها، قال تعالى ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ سورة الحديد الآية 29، قال تعالى ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ سورة الجمعة الآية 4.

أول مراتب التفضيل التي ذكرها القرآن الكريم هو تفضيل آدم وبني آدم على سائر المخلوقات الأخرى، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ سورة الإسراء الآية 70.

ثم تفضيل بعض الأنبياء على بعض، قال تعالى ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ سورة البقرة الآية 253، وقال أيضا ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً﴾ سورة الإسراء الآية 55، وقال أيضا ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ سورة الأنعام الآية 86.

كما أن هناك تفضيل في طعم الأكل من الثمار واللحم، وإن كان أصل الخلق واحد وهو الماء، وهو من إعجاز الخلق، قال تعالى ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ سورة الرعد الآية 4.

ثم هناك تفضيل في الرزق، قال تعالى ﴿وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ﴾ سورة النحل الآية 71.

كما أن هناك تفضيل في النصيب من الاكتساب أي في الأدوار والوظائف التي وُزّعت بين الرجال والنساء، قال تعالى ﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ سورة النساء الآية 32، ومن بين الوظائف وظيفة “القوامة” الذي يكون بالإنفاق، والذي جعله الله للرجل لتنظيم الأسرة، ولقد تكلم الله عن هذا التفضيل في قوله ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ سورة النساء الآية 34.

والتفضيل ليس مطلقا، وإنما بشروط، فمن شروط القوامة الإنفاق، فإن اختفى الإنفاق بطلت القوامة، كما أن التفضيل درجات، قال تعالى ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ سورة النساء الآية 95، فقلد فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين الذين لم ينفقوا ولم يجاهدوا، درجة واحدة، وكلا وعد الله الحسنى أي الجنة والرضا.

ومن الآيات الدالة على أن التفضيل درجات قوله تعالى ﴿انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً﴾ سورة الإسراء الآية 21، فالفوز بالآخرة، أي الرضا والجنة، هي أكبر الدرجات، والتفضيل هنا تفضيل أعمال (صالحة وطالحة) وعواقب (جنة ونار).

قصة ابنَيْ آدم

لقد تكلمت كتب التوراة عن مزاعم بان الله فضّل من بني آدم هابيل على قابيل، وبنوا على ذلك زعمهم بأن تفضيل بعض البشر على سائر البشر بالسلالة والتناسل بدأ من هذه القصة، وهو زعم باطل لأن الله تعالى ذكر هذه القصة في سورة المائدة، فقال ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ سورة المائدة الآية 27.

فالمسألة في هذه قصة تعود إلى المساواة في التّقرُّب بالقربان بين ابنَيْ آدم[1]، ولا فضل لأحد على أحد في السلالة والخلق، ولكن الله تقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر، لاختلاف في النية وسلامة القلب والخوف من الله، (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، فعزم أحدهم على قتل أخيه هو الذي جعله يبوء بإثمه وإثم أخيه (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فقتله فأصبح من النادمين (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) سورة المائدة الآية 28-31.

أبناء نوح عليه السلام

ادعت كتب التوراة الأفضلية لأحد أبناء نوح على سائر بنيه وهو سام، فقسّموا وأرجعوا أصل البشرية بعد الطوفان (حوالي 5000 قبل الميلاد) إلى أبناء نوح الثلاثة: سام وحام ويافث، فأما أبناء سام (الساميون) وهم -بحسب التوراة- كل شعوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وسوريا والعبرانيين (بني إسرائيل)، وأبناء حام (الشعوب الحامية) وهم كل شعوب قارة افريقيا ونسبوا إليهم شعوب وادي النيل من المصريين والنوبيين والكوشيين وغيرهم، واما أبناء يافث فهم الشعوب الأوروبية القديمة بحسب زعمهم.

للأسف نقل المؤرخون من المسلمين هذه الروايات الإسرائيلية في كل كتب التاريخ والتفسير وكأنها حقيقة ثابتة، ولا دليل قائم على صحتها، سواء من القرآن -بالنسبة إلينا كمسلمين- أو الأبحاث العلمية والحفريات الحديثة، والثابت بالنسبة إلينا كمسلمين هي القصة الذي ذكرها الله في القرآن وتتحدث عن ابن نوح الذي ادعى نوح انه ابنه، فأخبره الله بأنه ليس ابنه وليس من أهله، قال تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) سورة هود 46، ليس من أهلك أي ليس من صلبك وعمل غير صالح أي ابن من الزنا، ويصدّق ويفسّر القرآن بعضه بعضا في آية أخرى تحدثنا عن خيانة امرأة نوح (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) سورة التحريم 10، فخيانة امرأة نوح كانت بالزنا، وخيانة امرأة لوط كانت بان أخبرت قومها عن ضيوف لوط.

فجعل وحصر العنصريون من بني إسرائيل السامية فيهم وحدهم، لمعتقدهم بأن “عهد الله” انتقل من إبراهيم إلى إسحاق ثم من إسحاق إلى يعقوب ثم بقي وانحصر ذلك العهد في بني يعقوب (وهو إسرائيل) دون سواهم من البشر، ويعتقد هذا المُعتقد العنصريون من بني إسرائيل وهم الأغلبية من إخوة يوسف ابن يعقوب ثم انتقلت إلى أتباع موسى، عدى القلّة القليلة منهم الذين جعلوا الحنيفية في إبراهيم، قال تعالى (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة آل عمران 67.

والحقيقة التاريخية التي لا شك فيها، هي أن توحيد إبراهيم وتحطيمه للأصنام التي كان أبوه وقومه يقدسونها لم تُذكر في أي أثر وصل إلينا قبل القرآن الكريم، فالقرآن مصدرها الأول والأخير، والأغرب أن كتب تأويل التوراة عندما تذكر توحيد إبراهيم تنسج له من القصص والأحاديث والأخبار ما يؤكد أشد التأكيد بأنها نُقلت عن القرآن الكريم[2].

في تفضيل بني إسرائيل على سائر البشر من ذلك الزمان

لقد تكلم القرآن عن تفضيل بني إسرائيل على سائر شعوب تلك العصور، قال تعالى ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ سورة البقرة الآية 47، وقال ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ سورة الجاثية الآية 16، كما فضّل الله داوود وسليمان على سائر شعب بني إسرائيل، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة النمل الآية 15، أي على سائر عباده المؤمنين من بني إسرائيل في ذلك العهد، قال تعالى ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ سورة النمل الآية 16، فضّلهم الله تعالى على سائر بني إسرائيل بأن آتاهم المُلك وعلّمهم منطق الطير وغيرها من النعم، ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ سورة سبأ الآية 10.

هنا يجب تفصيل هذا الموضوع وما نوع التفضيل الذي حُضي به بنو إسرائيل على سائر الشعوب الأخرى، لأن “اليهود يسمون أنفسهم “شعب الميثاق” في إشارة إلى هذا العقد أو العهد الإلهي المقطوع إلى إبراهيم وذريته”[3].

فالأفضلية الإلهية التي ذكرنا أنواعها والتي تقوم على الخيرية الخُلُقية والقيمية، كما تقوم أحيانا على الوظيفة والدور فإن زالت الوظيفة ذهبت الأفضلية، بينما الأفضلية “الإسرائيلية” -وإسرائيل منها براء- تقوم على مبدإ العنصرية السلالية القائل “أنا أفضل منك لأني أنا”، وهنا مكمن الخطر والاختلاف بين تفضيل الله لبني إسرائيل على سائر الأقوام في ذلك الزمان لأنهم أخذوا العهد من الله بأن لا يعبدوا سواه، قال تعالى (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة 133، وبين اعتبار تلك الأفضلية أزلية ومرتبطة بذلك الجنس البشري مهما حصل.

بطلان ادعائهم بالأفضلية

لقد حاجج الله تعالى اليهود والنصارى في القرآن الكريم عندما ادعوا الأفضلية العنصرية، فقال الله فيهم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) سورة المائدة 18، حاججهم الله تعالى بذنوبهم، ومن أكبر ذنوبهم ما لقاه يهود بني النضير من الحشر وإخراجهم عن أرضهم وديارهم، قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) سورة الحشر 2.

وحصل كذلك مع يهود بني قريظة عندما غدروا بالنبي وتحالفوا مع المشركين في غزوة الأحزاب، فحكّم الله فيهم حكم التوراة وهو القتل، قال تعالى (وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) سورة الأحزاب 26-27، فقُتل رجالهم وسُبيت نساءهم وأُخذت أموالهم وُزّعت بين المسلمين، أليس هذا من أشد العذاب والهوان؟ من جرّاء أفعالهم وغدرهم ونقضهم للعهود.

فالأفضلية لبني إسرائيل على سائر الأقوام في عصرهم -وليست لسائر العصور- هي أفضلية مشروطة باتباع أنبيائهم وتوحيد الله لا يعبدون ولا يشركون من دونه شيئا، قال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) سورة المائدة، فعندما نقضوا الميثاق لعنهم الله وجعل قلوبهم قاسية فحرّفوا التوراة.

التوراة

وفقا للتراث الديني اليهودي، فإن نبي الله موسى صعد إلى جبل طور سيناء، قبل حوالي 3300 سنة، وتلقى من “الرب” مباشرة “وحي العهد”، اللذين حُفرت عليهما الوصايا العشر، وكذلك الأسفار الخمسة الأولى والتلمود والمِشنة والأحاديث الدينية المنقولة، وجرى ذلك في السادس من شهر نيسان العبري، وهو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود بعيد “شْفوعوت” أي عيد نزول التوراة، ويسمى أيضا عيد البواكير. ورغم هذه الرواية التراثية، إلا أن البحث العلمي في التوراة وتاريخها توصل إلى “حقيقة” أن موسى لم يكتب التوراة، ولا الأسفار الخمسة الأولى (وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية)، وإنما كتبها أشخاص يحملون أفكارا مختلفة ومتنوعة، والسؤال الأساس في هذا السياق هو من هم كتبة التوراة وماذا كانت أهدافهم؟[4]

أكثر ما استفاد منه عصر النهضة والتنوير، خلال القرنين الثامن والتاسع عشر بعد الميلاد، من القرآن الكريم (الذي نزل في القرن السابع بعد الميلاد)، هو تصريحه في كثير من الآيات بالتحريف والتبديل الذي طرأ على الكتب السابقة (التوراة والإنجيل)، ولقد كانت هذه المعلومة مهمة جدا لفلاسفة هذا العصر، واستفاد منها عقلاء عصر الأنوار للتخلص من كثير من الرواسب الدينية والفكرية السائدة والتي سادت على مدى تاريخ البشرية. طبعا ومع إقرار القرآن لكثير من الحوادث والأماكن والأسماء التي تواترت في الكتب السابقة، ما جعله يحظى بالموضوعية والاحترام لدى أصحاب الفلسفات والنظريات العقلانية المعاصرة.

فبدأت حركة تصحيحية ونقدية للكتب المقدسة (وعلى رأسها التوراة) ضمن سلسلة من الأبحاث المقارنة والحفريات التي أنارت وازالت كثيرا من “القدسية” التي كانت على الكتب المقدسة القديمة، إذ على عكس ما تميز به القرآن من توحد النص وعدم وجود اختلاف بين كل نسخ القرآن الكريم فقد كانت التوراة مليئة بالتناقضات التاريخية والعقائدية والتشريعية.

ذكر الفيلسوف والمتخصص في الأديان الشهيد إسماعيل الفاروقي[5] في كتابه “أصول الصهيونية في الدين اليهودي” أن هذا الذي يسمى “التوراة” ليس كتابا واحدا ذا مؤلف واحد، بل هو مجموعة نصوص من عدة أقلام على مدى عصور كثيرة، وهو أشبه بالنهر الذي يجري من رأس العين إلى المصبّ، بيد أنه يستقبل عددا من الأنهار الفرعية أثناء الطريق فتمتزج مياهه بمياه هذه الأنهار. فماء النهر عند المصب هو التوراة التي بين أيدينا اليوم، فيها القديم جدا، أي رأس مياه العين، أي ما لم يتبخر من مياه رأس العين ولم يرفع للسقاية ولم يضع في الطريق من مياه رأس العين، وفيها المتوسط، أي المياه التي دخلت النهر في الطريق، وفيها الحديث المستحدث، ففي كل صفحة من صفحات التوراة تلتقي عناصر متفاوتة في القِدم نُسجت على هذا القالب الذي نقرأ في النص الذي وصل إلينا، إلا أن الخيوط نفسها، وكذلك عمليات التقميش متفاوتة الأعمار[6].

والتوراة التي وصلت إلينا اليوم هي من وضع رجل يدعى “عِزْرا” أو عَزْرا الكاتب (480-440 ق.م)، وهو الذي ذكره القرآن الكريم باسم “عُزَيْزُ” في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ 30)، وعُزير هي صفة تصغيرية لعِزرا أو عَزرا، قال ابن عاشور في تأويل “عُزير” أنه ربما عرب المدينة المنورة كانوا يطلقون عليه اسم عُزيز فجاء ذكره في سورة التوبة (سورة مدنية) بهذا التصغير.

وأنا أقول -والله أعلم- أن عُزيرا هو الاسم المحمول لعزرا، وليس الاسم العَلَم[7]، فالاسم العَلَمُ للمسيح هو عيسى، مثل الاسم العلم لزوج آدم هو حوّاء (كما جاء ذلك في الكتب القديمة) وأما اسمها المحمول فهو “زوج”، قال تعالى في الآية 35 من سورة البقرة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ولم يقل اسكن انت وحواء الجنة، والسكن بالمعاشرة سواء بالمضاجعة أو بغيرها لرجل اصطفاه الله مثل آدم تكون مع الاسم المحمول (الصفة أي الزوجة) وليس مع الاسم العلم، وبهذا الاسم المحمول لحواء فقد شرّع الله الزواج ابتداء من آدم وجعل لصاحبته صفة (زوجة)، وتلك هي الأسماء التي علّمها الله لآدم وخصّه واصطفاه بها، بما استحق سجود الملائكة له (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ).

والأسماء التي علّمها الله لآدم هي الأسماء المحمولة للأشياء وليست الأسماء الأعلام (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(31)، لأن الملائكة تعلم الأسماء الأعلام ولقد أقرّوا بذلك (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) وإنما الذي لا تعلمه الملائكة هي الأسماء المحمولة للأشياء، ولقد تولى آدم تعليمهم إياها بأمر من الله تعالى (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) سورة البقرة.

ولقد ذكر الله تعالى (في الآية 30 من سورة التوبة) عُزير والمسيح، الاثنين معا، في إشارة إلى الاسم المحمول لكليهما، فعيسى هو الاسم العلم وأما الاسم المحمول فهو المسيح بمعنى المنتظَر والمخلِّص، وكذلك عزرا هو الاسم العلم (الذي أجمعت على ذكره كل كتب التوراة) واما اسمه المحمول فهو الصفة التصغيرية التي ذكرها الله، لأن اليهود الّهوا “عِزرا” هذا وجعلوه بمثابة الإله، لأن التأليه يلحق بالاسم المحمول (الصفة) وليس بالاسم العلم.

وعندما ألّه المسيحيون عيسى، جاء ذكره في موقع آخر (في الآية 17 من سورة المائدة) باسمه المحمول وهو المسيح (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ولم يقل عيسى ابن مريم، كذلك ذكر الله “عزرا” باسمه المحمول (عُزير) للتصغير من شأنه عندما اتخذه اليهود إلاها ونسبوه إلى الله (ابن االله)، ولقد كان هذا الرجل هو المتسبب في وضع التوراة المحرفة (حوالي 425 ق.م) التي وصلت إلينا اليوم والتي زيفت وعي البشرية (بما في ذلك المسلمون) في عديد القضايا المصيرية. وهذا مبحث عميق وكبير وخطير حول أثر الكتابات الإسرائيلية على التراث الإسلامي (التاريخ والتفسير والتشريع)، سوف أخصص له كتابا في مستقبل الأيام -أسأل الله أن أعيش لتحقيق ذلك- لما لهذا الموضوع الحساس من تأثير على أوضاع المسلمين في شتى المجالات الحياتية والحضارية للأمة الإسلامية قاطبة وعلى رأسها القدس المحتلة وكامل فلسطين.

يتبع : من حكم الأنبياء إلى حكم الملوك لدى بني إسرائيل

المهدي بن حميدة
لوزان في 12 جوان 2022


[1] لا ذكر لقابيل وهابيل بالاسم في القرآن الكريم وإنما هي أسماء ذُكرت في التوراة ونقلها لنا المؤرخون والمفسرون نقلا عن بني إسرائيل.

[2] “أصول الصهيونية في الدين اليهودي” – إسماعيل راجي الفاروقي

[3]  “أصول الصهيونية في الدين اليهودي” – إسماعيل راجي الفاروقي

[4] المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، هو مركز بحثي مستقل متخصص بالشأن الإسرائيلي، مقره في مدينة رام الله. تأسس في  العام 2000، بمبادرة مجموعة من المثقفين والأكاديميين الفلسطينيين، من بينهم: الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، د. ليلى فيضي، د. علي الجرباوي، د. أحمد حرب، وليد الأحمد، وأكرم هنية.

[5] إسماعيل راجي الفاروقي (1921 – 1986م) هو باحث ومفكر فلسطيني تخصص في الأديان المقارنة، انتخب أول رئيس للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وقد استشهد برفقة زوجته لمياء الفاروقي ليلة 18 رمضان 1406 هـ الموافق 27 ماي عام 1986م بولاية فرجينيا بأمريكا، طعنًا بالسكاكين، وقد حفّت بعملية “الاغتيال” هذه كثير من الشبهات، حينما تسلل أمريكي أسود إلى شقتهما وقام بقتلهما بالسكين، اعترف جوزيف لويس يونغ بارتكابه الجريمة وحُكم عليه بالإعدام وتوفي في السجن في عام 1996، لأسباب “مجهولة يحف حولها كثير من الشبهات وكثير من الغموض”.

[6] أصول الصهيونية في الدين اليهودي – إسماعيل راجي الفاروقي

[7] استنادا إلى منهج من سبقني بهذا العلم، الذي لم آته من عندي وإنما نقلته على أساتذة سبقوني، خصوصا المفكر الفيلسوف الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد -رحمه الله- فاستندت إلى منهجهم في الفهم وقلت بهذا التأويل في اسم عُزير.

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات