fbpx

صراع الهوية في تونس

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الخميس 16 جمادى الآخرة 1440 الموافق لـ 21 فبراير 2019
  • 0
  • 772 مشاهدة
صلاة التراويح بجامع عقبة ابن نافع القيروان

بعد مقترح حذف عبارة “تأصيل الاطفال في هويتهم العربية الإسلامية”، من القانون المتعلق بتنظيم محاضن ورياض الأطفال، الذي تقدمت به إحدى الفصائل السياسية في تونس هذه الأيام وسبق أن تقدمت بنفس المقترح وزيرة المرأة نزيهة العبيدي منذ سنتين.

فإني أدعو مكونات المجتمع المدني من جمعيات خيرية وكشافة وجمعيات قرآنية وروضات أن يستعدوا لشهر رمضان لهذه السنة 1440\2019 وان يشرعوا منذ الآن في التفكير في برامج لتنشيط المساجد في كامل أرجاء البلاد وتهيئتها وتنظيفها وتجهيزها بأحدث تقنيات الصوت والصورة والنقل المباشر على صفحات التواصل الاجتماعي واليوتوب.

رمضان هو فرصة ونفحة من نفحات الهوية الوطنية للتونسيين، فكما يستغل المتفرنسون من أبناء جلدتنا فرصة نهاية آخر السنة الميلادية وأشهر الخلاعة في فصل الصيف لنشر ثقافتهم الغربية وتعميم نمط الإسراف والمجون واستهلاك الكحول والمخدرات وغيرها من وسائل التبعية والإذلال.

فوجب (أقول وجب) على التونسيين من أصحاب الانتصار لثقافة الوسطية والاعتدال (في كل شيء) أن يستغلوا نفحات هذا الشهر (شهر رمضان) ليكثفوا من الأنشطة ويبدعوا في تنظيم الناس خلال شهر رمضان وينقلوا على صفحات التواصل الاجتماعي على المباشر مجالس الذكر وتلاوة القرآن ومراسم التشجيع وتحفيز الأطفال على قراءة وحفظ القرآن الكريم.

رمضان فرصة لا يجب تضييعها، وصراع الهوية في تونس ليس تحت قبة البرلمان وبين النخب فقط وإنما في كل البيوت نعيش صراعا ومسخا لهويتها وثقافتنا عبر القنوات التلفزية والإذاعات التونسية والأجنبية.

الصورة المرفقة هي من جامع عقبة بن نافع بالقيروان أثناء صلاة التراويح، هكذا صورة تونس التي يجب ترويجها ونشرها في كافة المواقع التواصلية على الأنترنت (فيسبوك، يوتوب، آنستاغرام، تويتر،…)، فالمعركة ليست معركة قوانين فقط وإنما المعركة هي معركة إعلامية ومعلوماتية، وبقدر نشر مثل هذه الصور الجميلة والمعبرة وتثبيتها في كافة المواقع، وتأليف النصوص ونقل المناشط والمحافل الشعبية للتونسيين بقدر ما يُسقَطُ في أيديهم ويمتلكهم الرعب والوهن في معاداة ثقافة هذا الشعب ومحاربة هويته، وبقدر تخاذل أصحاب هذا الشان بقدر ما يتشجعوا هم ويوغلوا في غيهم وعدوانهم.

المهدي بن حميدة
في 21 فيفري 2019

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات