fbpx

معركة التحرر والنهوض

  • المهدي بن حميدة الكاتب: المهدي بن حميدة
  • الأربعاء 15 جمادى الآخرة 1440 الموافق لـ 20 فبراير 2019
  • 0
  • 412 مشاهدة

بورقيبة لم يكن الحركة الوطنية والحركة الوطنية لم تكن بورقيبة (وحزبه)، بل كانت هناك عدة حركات منها الحركة النقابية والعمالية والحركة الشيوعية والحركة الزيتونية والحركة اليوسفية والحركة الكشفية والحركة النسائية وغيرها كثير… بعد “الاستقلال” المزيف سنة 1956 اختُزلت كل تلك الحركات في حزب واحد اسمه الحزب الاشتراكي الدستوري والحزب اختُزل في شخص واحد اسمه الحبيب بورقيبة…

نفس السيناريو يُعاد اليوم وخلال هذا القرن مع الحركة الاسلامية التي استطاعت أن تغير وجهة السفينة (سفينة تونس من حيث انتهى بها بورقيبة) من التوجه غربا باتجاه أوروبا وفرنسا إلى اتجاه الشرق والعروبة والإسلام، وبعد الثورة المغدورة سنة 2011 اختُزلت الحركة الإسلامية في حركة النهضة واختُزلت حركة النهضة في الغنوشي، الذي أدار ظهره للإسلام وتخفف من عبء المناضلين والمنتهكة حقوقهم (ضحايا الاستبداد) وولى وجهه شطر البيت الأبيض ومقرات سفراء فرنسا وأمريكا في تونس…

معركتنا اليوم هي استرجاع الحركة الوطنية والحركة الإسلامية معا، لنخوض ونواصل مسيرة التحرر من الاستعمار التي أجهضها بورقيبة ونواصل معركة الحرية والهوية الوطنية التي خذلها الغنوشي وتنكر لها…

بورقيبة ذهب وانتقل إلى الأمم السابقة (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ 134) البقرة، والغنوشي مقبل على العقد الثمانين، والأحزاب المقامة على الزعامات غالبا ما تندثر بذهاب الزعيم هذه حقيقة تاريخية (وحركة فتح هي أكبر مثال)، وواجبنا اليوم هو التوجه إلى شباب بداية هذا القرن من أجل افتكاك مشعل الحركة الوطنية لاستكمال معركة الاستقلال، واسترجاع المحضنة الإسلامية (الحركة الإسلامية) من هوية وثقافة وطنية للتونسيين لكي نبني وطنا اسمه تونس العربية لغتها والإسلام دينها…

دعوتي إلى شباب هذا القرن أن لا يحقرن من نفسه ولا ترهبه الماكينات الحزبية والإعلامية التي تدير شأن البلد اليوم، وكما لم ترعب ولم ترهب هذا الشباب الماكينة الأمنية لنظام المخلوع، فلا ينبغي أن تربكه وتنقص من عزمه ماكينة الأحزاب ولوبيات الإعلام، وموعدنا في اللحظة الحاسمة التي سوف تجمعنا عن قريب بإذن الله، فيا سعد من التحق وشارك وساهم، ويا خيبة من تخلف وأعرض وخالف…

قال تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) سورة الروم

المهدي بن حميدة
في 20 فيفري 2019

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات