fbpx

العرب أمة المستقبل

عبد الرحمن عزام

إن تمزيق الأمة العربية إلى شعوب ليس دليلا على انحلالها ولا على فقدان حيويتها، وإنما هو أثر من آثار الجهل، ومظهر من مظاهر الغلبة الإفرنجية في الشرق، ولكنه لا يحول بين ظهور الأمة العربية بالمكانة التي يستحقها ظهور عنصر ممتاز بالذكاء والشجاعة والنشاط والجَلَد والصبر، وممتاز فوق ذلك بالذوق السليم والنصفة.

ذلك فضلا عن ثراء أرضه واعتدال إقليمه فلا يحول بين هذه الأمة وبين رسالتها في العالم إلا الجهل وقوة المستعمرين، فعلى أبناء العربية أن يقاوموا الجهل وأن يستبسلوا في مقاومة المستعمرين، وهم إن فعلوا لا يخدمون امّتهم فحسب، بل ينقذون العالم، ذلك العالم الذي شاخت حضارته وتكاد تُفلس مدنيته، ذلك العالم الذي بسطت المادية عليه جناحها منذ أن غربت الحضارة العربية.

ثم ها هي حرب الطبقات تقرب قيامته وليس في العالم عنصر يدين بالمساواة ويعلو على المادة كالعنصر العربي، فإذا ساد سادت معه المساواة التامة وهبطت الحياة المادية لتصعد الحياة الروحية (النفسية في المقال)، وإذا وهب العرب المساواة والحياة للعالم فقد أنقذوه مما هو فيه وخلقوه خلقا جديدا.

فحاجة العرب إلى الوحدة لا شك فيها، وحاجة العالم إلى العرب لا ريب فيها، وإذا وُجدت الحاجة فترقب ظاهرة، ترقّب أمّة المستقبل، أمّة العرب.

القاهرة، في 27 أوت 1932
عبد الرحمن عزام

اطلع على المقال كاملا بالعدد 896 من جريدة الجامعة العربية الصادرة بالقدس في 28 أوت 1932 (pdf)

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات