fbpx

حادثة “رفع المسيح” عليه السلام

يحتفل المسيحيون كل سنة بإحياء ذكرى رفع المسيح عليه السلام إلى السماء (منتصف شهر ماي) وذلك بعد 40 يوما من احتفالات أعياد الفصح (أوائل شهر أفريل/نيسان)، وأردت أن أتحدث في هذا الموضوع ليس مجادلة للنصارى في دينهم ومقدسهم ولكن لإدراكي بأهمية هذا الموضوع في ثقافة المسلمين فيما يتعلق بأنبياء بني إسرائيل عامة والمسيح عليه السلام خاصة، ثم للمسلمين الذين يعيشون في أوروبا فإن هذا الموضوع يعنيهم ويمسهم من قريب، بالخصوص أبناء المسلمين الذين ولدوا في بلاد الغرب وتأثروا بقصص زملائهم أو ما يُروى لهم في المدارس ومحاضن الأطفال من روايات تعتمد الأناجيل وروايات بني إسرائيل دون تشبع بما ذكره لنا ديننا الحنيف، ولئن كان لأصحاب الجيل الأول من المسلمين المقيمين في الغرب علم ودراية جاءنا بها القرآن فيما يتعلق بقصة مولد المسيح عليه السلام وحمل أمه مريم عليها السلام له ومعجزة كلامه في المهد وبعض القصص والمعجزات الأخرى التي نقلها لنا القرآن الكريم، إلا أنه يبقى لأجيال اللاحقة خلط كبير في عدة مسائل إما بإنكارها جملة وتفصيلا أو بالتأثر بها نقلا عن روايات الكتب السماوية الأخرى.

ففي ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وكلامه للناس في المهد، ذكر القرآن الكريم في سورة آل عمران قوله تعالى (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) الآية 45-46. تمثل حياة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عند المسيحيين لغزا كبيرا فيه الكثير من المعجزات والأحداث الخارقة وكذلك فيه الكثير من المآسي والآلام ما يجعل من حادثة صلبه جوهر المعتقد عند إخواننا النصارى، ولكن أمام تواتر هذه الأحداث الخارقة وخصوصا في هذا العصر (عصر تفسير كل شيء بالمنطق والعلم والطبيعة) تتالت على رجال الكنيسة وعلماء التاريخ في الغرب أسئلة كثيرة تشكك بأشياء في حياة المسيح وتسكت عن أشياء أخرى عجز العقل البشري (بحسب ما توفر لديه من أدلة) عن تفسيرها.

لقد جاء في قرآننا فيما يتعلق بحادثة رفع المسيح قوله تعالى في سورة النساء (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158)، فجاءت هذه الآية واضحة صريحة لا تحتمل الظن والتأويل، وهو أن الله تعالى تولى رفع نبيه عيسى إليه، كذلك قصة مولد المسيح وحمل مريم له جاءت في سورة كاملة ذكر لنا القرآن تفاصيل لم تتعرض لها الأناجيل أو أيا من الروايات الكنسية أو التاريخية لتلك الحقبة، باستثناء بعض الإشارات الواردة في بعض الأناجيل المنحولة أو غير القانونية التي لم تعترف بها الكنائس المسيحية والتي تُعرف باسم (الأبوكريفا)، والتي تذكر بوضوح مسألة كلام المسيح في مهده، وهذه من غرائب أتباع الديانات الموحدة التي سبقت الإسلام، فإذا ما رجعنا للديانة اليهودية لنبحث عن ذكر لمعجزات موسى عليه السلام وإن أكبر معجزة له هي كلام الله له مباشرة ومعجزة اليد البيضاء والعصا التي تحولت إلى ثعبان، فلن نستطيع أن نجد أي أحداث أو وقائع تتناولها أو تشير إليها من قريب أو بعيد.

لقد أثبتت دراسات وشهادات تاريخية لرجال الكنيسة (Cardinal André Vingt-Trois, archevêque de Paris) وعلماء التاريخ الغربيين (Didier Long, historien du judéo-christianisme, et de Michel Benoît, spécialiste des origines du christianisme) أن الأحداث التي ألمّت باعتقال المسيح وتعذيبه وصلبه ثم اختفاء جثته (إحيائه) ثم ظهوره لأصحابه ثم صعوده للسماء كلها شكلت لغزا يحتمل أكثر من تفسير ورواية وليس هناك دليل قطعي بثبوت أيا من هذه الروايات لديهم، ولكن الكنيسة (الكاثوليكية بالخصوص) قد رجّحت أحداثا تاريخية اعتقدت أنها الأحداث الصحيحة التي جسّدت معاناة المسيح وتضحيته بنفسه وهي تتمثل في المرويات الإنجيلية التالية:

  • معجزات المسيح في شفاء المرضى وإحياء الموتى ولقد أكدها لنا القرآن الكريم حيث جاء في سورة آل عمران (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ) الآية 49، غير أن طائفة من رجال الكنيسة وبعض رجال التأريخ الذين يحاولون إيجاد تفاسير علمية وطبيعية لهذه المعجزات شككوا في نبوءة عيسى وقدرته بمشيئة الله على إنجاز هذه المعجزات
  • معجزة تكاثر السمك والخبز لدى جمع من الناس ببركة المسيح، حيث لنا في القرآن الكريم قصة ومعجزة أعظم من معجزة السمك والخبز وهي قصة المائدة التي خصص لها القرآن الكريم سورة كاملة، والتي فصلها الله في آيات بينات (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 112 قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ 113 قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ 114 قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ 115) المائدة، ومضمون هذه القصة بحسب ما جاء في مرويات المسلمين أن عيسى عليه السلام أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوما، فلما أتموها سألوا عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم، هذه الحادثة لم تذكرها أي من الأناجيل الأربعة المعترف بها (متّى ولوقا ومرقس ويوحنا).
  • أحداث صلب المسيح عليه السلام وهي بحسب الروايات الإنجيلية مفصلة ومعقدة اختصرها لنا القرآن الكريم في آية واحدة في سورة النساء (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157)، حيث ورد ذكر صلب المسيح في الأناجيل الأربعة، المشار إليها في العهد الجديد، وتشهد على ذلك أيضًا مصادر قديمة أخرى، وبالتالي يعتبر صلب المسيح يوم الجمعة السوداء أو الجمعة العظيمة (vendredi saint) كحدث تاريخي أكدته مصادر غير مسيحية، وكل الأحداث التي ذكرتها الأناجيل حول اعتقال المسيح بوشاية من الحواري الثاني عشر يهوذا ومحاكمته أمام كبار أحبار يهود المعبد ثم وقوفه امام الحاكم الروماني بونس بيلاط (Ponce Pilate) وسؤاله له “هل أنت المسيح” فسكت ولم يُجب، إذ لو كان الذي يقف أمام الحاكم هو المسيح ذاته لأجابهم، ثم تعذيبه واقتياده إلى هضبة العارية (Golgotha) على مشارف بيت المقدس وفيها صُلب إلى حد الموت بعد 3 أو 6 ساعات من صلبه. حول هذه الحادثة الأليمة جاء القرآن حاسما ومُحاججا في نفس الوقت لأهل الكتاب فيما يتعلق بمقتل المسيح، حيث حسم ربنا تعالى في الآية 157 من سورة النساء أن المسيح لم يُقتل ولم يُصلب، وفي نفس الوقت حاججهم بأنهم لا يملكون الدليل والقطع بموته أو صلبه (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا). وتذكر بعض كتب المفسرين المسلمين أن الذي شُبّه لهم بأنه المسيح هو الحواري يهوذا ذاته (وهذا غير مؤكّد). ثم اختلف المسيحيون حول اختفاء جثة المسيح في اليوم الثالث من الاحتفالات بعيد الفصح أو ما يسمى بالإحياء (la résurrection) ولكنهم لا يملكون الدليل على أن المسيح لم يقع نقل جثته من قِبل أحبار اليهود ويتخلصوا منها في صحراء الخليل، كل هذه المرويات حول الصلب والإحياء تتمحور في الحقيقة حول شخصية أخرى هي غير شخصية المسيح ولكن وقع لهم الشبه مع شخص آخر جرت عليه كل هذه الأحداث التي يبدو أنها مؤكدة.
  • في حادثة رفع المسيح جاء القرآن واضحا في آية في سورة آل عمران (إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55) وآية أخرى مختصرة في سورة النساء (بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158) بعد أن فنّد مسألة قتل المسيح وصلبه في الآية التي قبلها (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157)، تقول المرويات الإنجيلية أن عيسى عليه السلام وبعد أن اختفت جثته من القبر (الإحياء) ظهر لأصحابه ثلاث مرات آخرها كان ظهوره على بحيرة طبرية عندما رأى أصحابه يصطادون سمكا وفي كل مرة تخرج إليهم الشباك فارغة فقال لهم ارموا شباككم من الجهة الأخرى فرموا فامتلأت سمكا فالتفتوا إلى الرجل الذي كلمهم فعرفوا أنه المسيح فهرعوا إليه ولبث يحدثهم ويوصيهم وفي تمام الأربعين من أصل يوم إحيائه ودعهم وأعلمهم أنه سيلاقي ربه وصعد إلى السماء بجسده وروحه، وهذا اليوم هو الذي تحتفل به النصارى وهو أصح الاحتفالات بعد احتفالات الميلاد
  • بعد رفع المسيح خاض بنو إسرائيل في تأويل المعتقد حول عيسى عليه السلام وانقسموا فرقا وطوائف ذكرها الله لنا في سورة الصف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14) ومنها جاء معتقد التثليث فجماهير النصارى من الكاثوليك والأرتودكس والبروتستانت، وعامة الكنائس الشرقية والغربية يؤمنون بإله واحد مثلث الأقانيم وفق عقيدة إيمانهم، فمعبودهم له ثلاثة أقانيم، وهي ثلاث ذوات منفصلة اتَّحدتْ وهي الآب والابن والروح القدس. وحول معتقد التثليث خاطبهم الله تعالى في سورة النساء فقال (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا 171) لقد نهاهم الله تعالى بكل رفق ولطف بأن يتوقفوا عن التثليث وأن ينزهوا الله تعالى عن أن يكون له ولد أو صاحبة

خلاصة القول إن معتقدات النصارى في خصوص عيسى عليه السلام فيها الصحيح وفيها الخطأ ولقد تشعبت بهم السبل فضلوا عن الحق إلا القليل منهم، وكذلك في معرفة تاريخ نبيهم لقد خاضوا في الشك وعدم اليقين وإن أصح الحوادث في تاريخهم هي حادثة مولد المسيح، ولكنهم لا يملكون فيها تفصيلا مثل ما ذكر القرآن الكريم في سورة مريم، وكذلك حادثة رفع الله المسيح إلى السماء فهي من الحوادث التي أكدها القرآن والتي نتفق فيها مع المسيحيين، وباقي الأحداث من الصلب والإحياء وكذلك عدم ذكرهم لمعجزة المائدة ومعجزات أخرى مثل ما ذكر الله من الحوار الذي دار بينه وبين المسيح في سورة المائدة (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ 116 مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 117) كل ذلك لا يملكون فيه القول الحق والقول الفصل.

لقد وعد المسيح عيسى عليه السلام بأن تكون النبوة من بعده لمحمد صلى الله عليه وسلم وذكر الله ذلك في سورة الصف (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6) ولكن بني إسرائيل حرّفت كلام الله وأخفوا الحقيقة فضلّوا البشرية وأضلّوا ولكن الله وعد عباده بان يظهر الحق إلى يوم القيامة.

وأن تكون الطائفة المؤمنة من أتباع عيسى عليه السلام ومن بعده محمد صلى الله عليه وسلم هي التي سيظهرها بالحق، وإن هذا لمبحث كبير نتمنى أن يتوصل فيه الباحثون وأصحاب الإيمان من أتباع عيسى عليه السلام إلى معرفة حقيقة تاريخ نبيهم، سواء بالأدلة من الحفريات أو البحوث العلمية من التأريخ بالـCarbone 14 وغيرها من وسائل البحث والتحقيق لمعرفة الحقيقة من دون اللجوء إلى القرآن الذي سيكون في النهاية الحجة القطعية لإثبات الحقيقة ومعرفة طريق الحق والتوحيد، طريق الأنبياء جميعا من آدم عليه السلام إلى نوح إلى إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.

المهدي بن حميدة
لوزان في 10 ماي 2018

المهدي بن حميدة

المهدي بن حميدة

العمر 55 سنة - متزوج وأب لثلاثة أطفال (بنتان وولد) - مقيم بسويسرا منذ 9 ماي 1992.
كاتب ومتابع للشأن السياسي والعربي والإسلامي - مدير شركة خاصة في الطباعة والتصميم والتوزيع.

أظهر كل المقالات