كتاب: الرسالة المحمدية من نزول الوحي إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، للشيخ عبد العزيز الثعالبي
بنعمة الله وفضل كان العثور على هذه المخطوطة بخط الشيخ عبد العزيز الثعالبي عن السيرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، لم تمسها يد بسوء، إلا عوادي الزمن، من طول الاحتباس وعدوى الرطوبة، طيلة ما يقارب السبعين عاما، يوم ألف الثعالبي هذه السيرة، وهو في دار الغربة والاغتراب في بغداد، مُحاضرا في جامعة آل البيت في أواسط العشرينات، إلى أن كتب الله لهذه المخطوطة أن ترى النور في أواسط التسعينيات.
ابتدأ في كتابتها الشيخ الثعالبي أوخر أيام إقامته في بغداد محاضرا بجامعة آل البيت (1926-1930)، ولقد غادر الثعالبي بغداد أواخر شهر سبتمبر 1930، متوجها إلى القاهرة، بعد أن عملت بريطانيا كل جهودها من أجل إغلاق الجامعة التي يدرس بها الثعالبي. بمعنى أن هذه المخطوطة كتبت بين أوت 1929 وسبتمبر 1930، ويظهر ذلك من خلال تعليق ورد بالصفحة 85 من الكتاب، حول ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم لدابته (البراق) التي أسري عليها من مكة إلى بيت المقدس “بباب المسجد اليماني” الذي قال عنه الشيخ الثعالبي أنه المعروف بحائط البراق اليوم، و”الذي من أجله قامت ثورة أغسطس الماضي” والتي يقصد بها ثورة البراق في 8 أوت 1929، بمعنى أن الكتاب ألف على الأغلب في رمضان 1348 أي فيفري 1930.
ولقد عمل الثعالبي في حياته على نشر جزء منها في شكل كتابين اثنين:
1- حضارة العرب (الجزء الأول من المخطوطة) سنة 1938
2- معجز محمد رسول الله (الجزء الثاني من المخطوطة) سنة 1938
وطيلة ما يقارب من نصف قرن من الحصار المضروب على الثعالبي وعلى أفكاره ومبادئه وأصدقائه وأوفيائه، بل الحصار المضروب على مجرّد أي ذكر لاسمه، نصف قرن من يوم عودة الثعالبي من المنفى في المشرق صيف سنة 1937 (وصل الثعالبي إلى تونس بحرا قادما من مرسيليا يوم الخميس 8 جويلية 1937)، إلى سنة 1987 بعد أن دخلت تونس “عهدا جديدا” حمل شعار المصالحة الوطنية خلال أشهره الأولى على الأقل، فتيسر لثلة من أصدقاء الثعالبي العمل من أجل أن تظهر هذه المخطوطة سنة 1997 في شكل كتاب يضم أزيد من 800 صفحة، نرفقها كاملة للتحميل والقراءة (الرابط في الأسفل).
والشكر موصول لكل أصدقاء الثعالبي الذين احتفظوا له بتراثه في طي السر والكتمان حتى لا تصل إليه أيادي الغدر والخذلان من زبانية نظام بورقيبة وحزبه، ونخص منهم بالذكر الدكتور أحمد بن ميلاد والسيد الحبيب شلبي رفيقا درب الشيخ الثعالبي وأصدقاؤه الأوفياء الذين لازموه طيلة فترة حصاره ومرضه منذ عودته من منفاه إلى وفاته في غرة أكتوبر 1944.
رحمهم الله جميعا ونفعنا الله بعلمهم وجهادهم وثباتهم على طريق الحق.
العنوان: الرسالة المحمدية من نزول الوحي إلى وفاته صلى الله عليه وسلم
المؤلف: عبد العزيز الثعالبي
المحقق: الد. صالح الخرفي
الناشر: دار ابن كثير – دمشق – بيروت
سنة التأليف: 1929
سنة النشر: 1997
عدد الصفحات: 828 صفحة
ملف التحميل: 18mb/ PDF
