الدولة في القرآن

وجاءت كلمة “دُولة” بضم الدال بمعنى يتداوله الأغنياء بينهم (في إشارة إلى المال)…
كما يصح المعنى بفتح الدال “دَوّلة” أي يبقى المال قارا ولا ينتقل من بين الأغنياء… لأن تعريف الدولة عند أرسطو هو الاستقرار والدوام (status)

جاء في تفسير الطبري بضمّ الدال من ( دُولَةً ) أنه قرأ جميع قرّاء الأمصار، غير أنه حُكي عن أَبي عبد الرحمن الفتح فيها (فتح الدال)، وقد اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى ذلك، إذا ضمت الدال أو فُتحت، فقال بعض الكوفيين: معنى ذلك: إذا فتحت الدولة وتكون للجيش يهزم هذا هذا، ثم يهزم الهازم، فيقال: قد رجعت الدولة على هؤلاء؛ قال: والدولة برفع الدال في الملك والسنين التي تغير وتبدّل على الدهر، فتلك الدولة والدول. وقال بعضهم: فرق ما بين الضمّ والفتح أن الدولة: هي اسم الشيء الذي يتداول بعينه، والدولة الفعل.

والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك: ( كَيْ لا يَكُونَ ) بالياء ( دُولَةً )، بضم الدال ونصب الدولة على المعنى الذي ذكرت في ذلك لإجماع الحجة عليه، والفرق بين الدُّولة والدَّولة بضم الدال وفتحها ما ذكرت عن الكوفيّ في ذلك.

وأنا أفضل قراءة هذه الآية بفتح الدال لقوة المعنى، وفي كل الأحوال سواء برفع الدال أو ضمها فإن هذه الآية تشطب النظام الرأسمالي الحالي من قاموس النظم السياسية الصالحة لقيادة البشرية، والله أعلم…